إلى الآن تجلس فوق الأرضية الباردة و عينيها ترتكز فوق السيارة التي يحاول رجال الإطفاء إخماد نيرانيها لكن هناك نيران أشد إشتعالًا لن يتمكن أحد من إخمادها يومًا ما نيران قلبها المكلوم الذي يشهد على خسارتها الفادحة اليوم و في تلك اللحظة تحديدًا اختفت والدتها من الحياة ، فقدتها بعد أن صارحتها بما كان يؤرقها لأعوام ، حين رغبت في إنقاذها قتلتــها !!!!!!حركت عينيها لتقع على "سليم" الذي جلس أمامها ينظر إليها بتعاطف شديد ثم نظرت إلى الخال الذي مال عليها بجزعه العلوي و يحدثها عن حق ما أو شئ من هذا القبيل ملامحه ثائرة و شفتيه تهدر بغضب و إحدى يديه تحمل سلاحه الخاص و الأخرى فوق كتفها و انتقلت في هذه اللحظة تحديدًا أسفل ذقنها يقبض عليه بخفة و يكمل حديثه الساخط الذي لاتبالي به تحركت عينيها إلى النيران التي أوشكت على الخمود تمامًا بدأ جسدها يستجيب إلى أوامر عقلها و بدأت تتحرك و تقف معاونًا إياها "آسر" الذي ينظر إليها برعب واضح و قد قبض بيده على يدها و تحرك معها بصمت و عينيه المتألمة لأجلها تتحرك بلهفة فوق ملامحها الجامدة !
المسافة بعيدة و منعهم رجل الإطفاء من التقدم يقول برفض قاطع :
- حاسبوا ياجمااعة ، ممنوع أي حد يقرب !
وكأنها تنتظر أن يمنعها أحدهم من الاقتراب لتشن حملة هجومها الشرس عليه صرخت به بغضب بعدما جذبته بعنف من تلابيب قميصه :
- هو إيه داااا اللي ممنوع !!!!!
هرع "سليم" يعاون ابن عمه بالفصل بينهما أو بالأحرى إنقاذ الرجل من براثنها و اتسعت عيني "سامح" بهلع واضح من حالتها الجنونية و آثر الفرار إلى الداخل و الابتعاد عنها تاركًا مهمة تهدئتها إلى أبناء عائلة "الجندي" غافلًا أنها سقطت مغشيًا عليها بين ذراعي "آسر" !!!!
بعد مرور ثلاث ساعات .. داخل المشفى الذي تم نقل جميع المصابين إليه و بعد أن انتشر الخبر بسرعة البرق عبر الإنترنت و رغم قوة علاقات "سامح" و "أبناء" الجندي عجز الجميع عن إيقاف وسائل الإعلام و الصحافة التي ارتصت أسفل المشفى بتلك اللحظة تتربص لأحدهم بانتظار على أمل إشباع فضول الجميع تجاه هذا الحادث المروع و المجهول ضحاياه إلى الآن !!
وقف "سليم" بجانب "آسر" الذي كان يراقبها بحزن و مال بجزعه فوق الفراش هامسًا لها :
- أنا معاكِ ، مش هسيبك !
حمحم "سليم" و أردف بهدوء بعد أن وضع يده فوق كتفه :
- الصحافة كلها تحت و مش هينفع نتحرك دلوقت أنا هقول ليوسف عشان ياخد باله !
خرجت الكلمات من بين شفتيه بجفاء واضح و أجابه هامسًا بخوف خشية إزعاجها بينما عينيه لم تغادر ملامحه الساكنة :
- أميرة خرجت من العمليات ؟
زفر أنفاسه بإرهاق حين أدرك نوايا ابن عمه التي اتضحت من نبرة صوته :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Roman d'amourمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!