الفصل الثاني والثلاثون "نهاية !"

10.9K 676 109
                                    

أيقنت أن زيارة هذا المنزل للمرة الأخيرة فرض عليها كمحاولة أخيرة منها لـزرع الود بينها و بين عائلته خاصة بعد رؤيته بتلك الحالة السيئة في الليلة الماضية !!!

دلفت "سديم" إلى غرفة الجدة بشموخ يليق بها و أثار حفيظة الجدة بالوقت ذاته خاصة حين تجاهلت طردها لها و تحركت ناحيتها تغلق الباب بإحكام و تسألها بذهول ساخر :

- إيه دا ياتيته هتخافي تقعدي معايا ؟ دا أنتِ كنتِ بتخليني أتأكد إن الباب مقفول بنفسي أيام خطة عمو عاصم !

وفي لحظة واحدة قست ملامحها و اكتسبت نبرتها شراسة و هجومية تجاه الجدة التي حدقت بها بغضب حين واصلت توبيخها لها قائلة :

- ولا قولتي خلاص خلصت مصلحتي من سديم أروح بقا أشوف الأنسب لابن ابني ! وأرمي سديم في الشارع أصلها لعبة !

هزت الجدة رأسها بالإيجاب و هي تقول بحدة واضحة وكراهية مبالغ بها :

- ربنا خلقنا طبقات هتتحدي ربنا ؟ أنتِ اللي بصيتي لفوق!

رفعت حاجبها الأيسر باستنكار وجلست على طرف الفراش تضع ساق فوق الأخرى و تردف ضاحكة بسخرية لاذعة:

- طبقات !!! طيب سيبك من إنك كنتِ معجبة بوجودي قي حياة حفيدك و شوفت دا في عينك ، خلينا نفهم مين وصلك إن طبقتي أقل منكم مش يمكن أنا من نفس الطبقة بس أنتِ كرهك عماكِ ؟!!

غضبت الجدة من ردها و أردفت بجفاء و شراسة :

- اخرسي قطع لسانك ، هنتساوى بالنصابين كمان ؟!!!

احتدت نظرات "سديم" في المقابل و فور أن تعمدت التقليل من شأنها وقفت وتحركت تجاهها تميل بجزعها العلوي وهي تستند بيديها إلى ركبتها هامسة ببرود سخرية :

- صح أنتوا مينفعش تتساووا بالنصابين !! فكرتيني بحدوتة تضحك ، واحدة كدا قابلتها من كام يوم وقالتلي إن ابنها عمل علاقة مع واحدة و لما رفضها حبت تنتقم منه واتجوزت أخوه الطيب و كانت حامل وهو نسبت الطفلة للأخ الغلبان و فضلت تعذب في ابن الراجل اللي سابها و مش بس كدا لأ دا الراجل دا كان عارف إن دي بنته وراح ساب أخوه يتعذب بفراقها سنين ، عارفة أنا قولتلها إيه ، أنتِ أم أنانية وبشعة و أسوأ من النصابين ، بتداري ورا ستارة الشرف والعيلة والطبقة بس الرخص بيفضح صاحبه !!!

استقامت واقفة بعد أن رأت الهلع داخل عيني الجدة و الغضب من إهانتها المتعمدة لها و نعتها بالسلعة الرخيصة لتكمل وهي تتجه إلى الخارج :

- أنا كنت بوصل نيرة وقولت أعدي عليكِ و أقولك خرجي نفسك من الحرب دي أنتِ مش قدها أنا كنت بحترمك لحد ماحفيدك اتصدم فيكِ امبارح و بقا رافض البيت كله بسببك ، أصله كان فاكرك عادلة مش بتستخدمي الناس وترميهم !!! السر مش بيفضل سر و أهو اتكشف بعد السنين دي كلها تخيلي بقا لو راح لأصحابه ممكن يحصل إيه ؟ ماهو مش معقول انا أحفظ سركم و أنتوا تعاملوني كدا ؟ دا مش عدل و حتى لو شايفينه عدل أنا بقولك مش عاجبني ، و مش هيعجبني هسيبك و أشوف راس الحية ابنك رأفت ، فكري في كلامي واعرفي إني مش هاجي المرة الجاية هنا هبعتلك حفيدك يسألك خبيتي عنه حقيقة أخته سيلا ليه ؟!!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن