الفصل السابع "دُمْيَة ! "

12.7K 754 55
                                    

دلفت "أميرة" إلى الغرفة و بسمتها تُزين وجهها وكأنها تخبرها أنها استجابت إلى إلحاحها المستمر والمتعمد و فتحت لها الباب الذي تأكدت من إغلاقه للتو ونظرت إلى الطعام قائلة بسخرية :

- سوري ياسديم ! قاطعت أكلك ؟

تُثير غضبها حين ترى هذه النظرات الباردة و تتعمد "سديم" إظهارها لها هي تحديدًا لم تحاول الاكتفاء بنظرة جافة بل كللتها بتنهيدة عميقة ومسموعة تدل على شعورها بالملل في صحبتها و قد اتجهت إلى الفراش تجلس فوقه وتضع الوسادة خلف ظهرها قائلة بهدوء :

- لأ مقاطعتيش حاجة !

عقدت "أميرة" حاجبيها و قالت بدهشة زائفة أدركتها الأخرى وصمتت ترقب حركتها بالغرفة باحثة بعينيها عنه :

- هو آسر كان هنا معاكِ !!! الـ perfume "عطر" بتاعه اوڤر أوي هنا !!

رفعت "سديم" حاجبها و قالت بسخرية :

- really !!!! " !!! حقًا "

واصلت حديثها العابث وهي تعقد ذراعيها أسفل صدرها غامزة بإحدى عينيها تردف بمكر  :

- آه كان هنا و خرج من الناحية دي لما سمعك بتخبطي ، جري و خاف معرفش ليه !!

ضحكت "أميرة" بغنج و ظنتها تسخر منها وعلقت على كلماتها و هي تتجه إليها و تجلس على طرف الفراش متسائلة بخبث  :

- هو دا بقاا اللي أنتِ بتحلمي بيه ؟ و اللي رجعتي عشانه ؟

رفعت "سديم" حاجبها وقالت بتسلية :

- مش فاهماكِ ياأميرة ! بحلم بإيه ؟ و رجعت عشان مين !

اجابتها الأخرى بوضوح حين اغضبها ردها  :

- اقصد إنك تحاولي تتقربي من آسر عشان تكسبي من كل الجهات ! يبقا عاصم و آسر ثروة كبيرة برضه !

ثم ابتسمت و قالت بمكر وهي تقترب منها بجسدها هامسة بأذنها  :

- أنا متأكدة إنك مش جايه عشان عاصم بعد كل السنين دي في حد يسيب باباه كل دا برضه ؟

ابتسمت لها "سديم" و قالت و هي تدثر حالها بالغطاء جيدًا و ترفع إصبعها تدفعها عنها بإشمئزاز واضح ترتسم فوق قسمات وجهها  :

- أنتِ أكيد عارفة إنك آخر واحدة ادخل معاها في حفلة سمر و حكاوي عن النوايا بتاعتي ياأميرة مش كدا برضوا ؟ ولو متعرفيش أنا عرفتك أهوه يلا اقفلي الباب وأنتِ خارجة كويس أحسن آسر يدخل منه ولا حاجه !

ثم أمسكت جهاز التحكم الصغير و ضغطت على زر خفض الإضاءة تمامًا و أغمضت عينيها متعمدة تركتها في حالة صدمة بالغة من ثبات تلك الفتاة المستفز لها و حرصها المبالغ به في جميع كلماتها معها ، ليست محتالة فقط بل هي ماهرة و لأول مرة تخشاها منذ أن رأتها لقد ظنت أنها فتاة محتالة يسهل التلاعب بها واستغلالها بالابتزاز والضغط عليها ، و لكنها الآن لم تتوتر أو تندهش من الحديث كما أنها تحافظ على ثباتها الإنفعالي بشكل كبير يشعل غضبها بينما هي لا تبالي !!!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن