الفصل السابع عشر "وداع ! "

12.6K 755 90
                                    


رغم أنه مر مايقرب الثلاث ساعات على فرارها من أمامه إلا أنها إلى الآن تحاول استيعاب ما قاله قبل هروبها وكأنه سوف يقيدها بالأغلال !!!! هل أخبرها أنه يرغب بالوصول إلى قلبها ؟! و كأن همسته لها "لقلـبك ياسديم ! " تتكرر داخل أذنيها دون توقف ! يرغب في الحصول على قلبها أو ما تبقى من حطام قلبها حين وصلت إلى تلك الفكرة أوقفت سيارتها خارج بوابة قصر "سامح" و بدأت الدموع تجتمع داخل عينيها محاولة ابتلاع مرارة حلقها وارتشعت شفتيها ترفع يديها و تسير بها حول عنقها بشكل عشوائي و أغمضت عينيها بقوة قبل أن تنفجر فجأة باكية واضعة يدها فوق قلبها الذي لازال يقرع كالطبول و صرخت بغضب تتحدث إلى قلبها و كأنه شخص يتجسد أمامها  :

- كنت خايفة من كدااا !!!  أنا كنت خايفة منكككك!! عايز يوصل للباقي منك !!! 

إرتخت قبضتها و سارت الدموع فوق خديها وقد سيطرت الرعشة على نبرتها حين أكملت هامسة :

- أنا خايفة !!!

أسندت رأسها إلى عجلة القيادة و استمرت بالنحيب و البكاء فترة و قد عجز قلبها عن إجابتها أو محاولة طمئنتها بدقات واهية و تركها بين طبوله التي تقرع بقوة و بين صرخات عقلها بها أنها على حافية الهاوية و أن دروب العشق لا تصلح لقلب مهترئ مثل قلبها !! قلبها الذي أعلن فجأة عن تواجده حين نظر هذا الرجل داخل عينيها تلك النظرة الراغبة و كأنه يمارس تعويذة سحرية خاصة به ، لازالت لمساته فوق عنقها وذراعها تدفعها إلى القشعريرة و كأنه أمامها و لازال قلبها ينتفض حين لمسته تلك النظرات الحانية لازال ولازال و لن تتمكن تلك المرة من إزالة مشاعرها أو التحكم بها !! تتمكن فقط من سماع صرخات قلبها وهو يقول لها لقد تغير مالك الأغلال ياسيدتي و عقلها يهدر بغضب أنها تدفع روحها إلى الهلاك !!!!

و أرواحنا مثل المنازل المحصنة قفل أغلالها هو قلبنا إن امتلك أحدهم مِفْتَاحُ الأغلال لسكن المنزل في الحال ،  فكن على حذر عن تسليم مقاليد روحك أيها السيد !!!

#أغلال_الروح
#شيماء_الجندي

أفاقت على صوت الهاتف الذي ارتفع يحذرها من الانسياق خلف مشاعرها بتلك اللحظات العصيبة و أنارت الشاشة باسم الصديق المقرب "كريم" !! تنهدت و أجابت على المكالمة ثم فتحت مكبر الصوت و بدأت تجفف دموعها و تستمع إلى حديثه بفتور حيث قال بقلق بالغ :

- إيه ياسديم كل دا متكلمتيش خالص ؟!! حصل حاجه معاهم و روحتي فين دلوقت أنا معايا نيرة أهوه زي مااتفقنا !!

أجابت بصوت متحشرج قليلًا و هي تتحرك بالسيارة وتدلف من بوابة القصر :

- و وصلت و التيم بعتلي رسالة أنهم على وصول عقبال مااطلع واشوف الجو إيه هيكونوا وصلوا قبل سامح ، خد بالك من نيرة ياكريم أنت عارف سامح ساامعني !!

سألها بدهشة بعد أن طمئنها على تواجد شقيقته بأمان معه :

- متخافيش ياسديم أنا اتأكدت إن محدش متابعنا و روحت على شغل بابا الأول عشان اشتت الانتباه وبعدها اتحركنا وعلى الطريق أهو ، بس مال صوتك أنتِ بخير ؟!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن