ثلاث ساعات متواصلة من الثرثرة و سرد ما حدث معها في الآونة الأخيرة إلى الجد المسن !!!!
أفاقت "سديم" على صوت رنين هاتفها يرتفع من جديد لتعقد حاجبيها مرددة بصدمة :
- نسيته خالص !
تنهدت و نظرت إلى الجد معتذرة بلطف و عجلة : مكالمة مهمة هرد عليه وارجعلكم !
ابتسم لها نجيب و هز رأسه بالموافقة ينظر إلى الصغيرة الوديعة بمهدها متنهدًا بحزن ثم اسند رأسه إلى عُكَّازته و أردف متعاطفًا بآسى :
- ياريت أبوكِ يفهم ويفوق قبل فوات الأوان !
كانت كلماته غامضة على مسامع "نيرة" التي عادت للتو تحمل المشروبات الباردة و تضعها فوق الطاولة متسائلة بدهشة :
- يفهم إيه ياجدو ؟
ظهرت بسمته فوق محياه تزين تجاعيد وجهه فرؤية تلك الجميلة تُبهجه و تجعله بحالة من الفخر بصنيع شقيقتها بها تعلقه بتلك الفتيات فاق جميع الحدود ألهذا الحد يصل اشتياقه لهن ؟!
تنهد بهدوء و أجابها بلطف : يفهم قيمة الناس اللي حواليه يابنتي ! بنته محتاجاه .
عقدت "نيرة" حاجبيها و أردفت باعتراض وغضب بعد أن أثارت أفكار الجد حفيظتها :
- محتاجاه في إيه ؟ سديم مش هتسيبها و لا هتخليها محتاجة منه حاجة !
هز الجد رأسه متفهمًا تمردها وأجابها بتأكيد : حبيبتي أنا معنديش شك في دا ، أنا قصدي احتياج معنوي مش مادي و آآ
قاطعته "نيرة" عاقدة حاجبيها بغضب و أردفت بإصرار على موقفها :
- بيشوفها و نائل بياخدها و يروح لحد عنده كمان عشان ميقربش مننا و محدش مانعه عنها هو بس وقت النوم يعني اللي هيعملها مشكلة ؟
عقد الجد حاجبيه من توتر "نيرة" المبالغ به من وجهة نظره و حديثها الغير مبالي بمشاعر ابنة شقيقتها و إن كانت رضيعة لا تفقه مايدور حولها ، مما دفعه إلى سؤالها بدهشة :
- ليه زعلانة كدا ياحبيبتي ؟ اللي بيحصل دا الصح و حقها آه حتى وقت النوم يكون جنبها دا الطبيعي .
ازداد رعبها من عودة هذا الشيطان إلى شقيقتها و تسللت الدمعات من عينيها تهمس بتوتر وخوف بعد أن تأكدت من انشغال شقيقتها بالمكالمة الهاتفية:
- متقولش كدا لسديم أرجوك ، أنا حاسة إنها بدأت ترجع عن موقفها حتى اتنازلت عن قضية الطلاق و هو هادي من فترة ، رجوعهم مستحيل ياجدو ، أنا مش هقدر أشوفها في الحالة دي تاني !
أدرك الجد شدة تعلق "نيرة" بشقيقتها في تلك اللحظة و أنها تخشى تورط شقيقتها من جديد ليس إلا ليعتدل فاتحًا ذراعه لها داعيًا إياها إلى أحضانه لتُلبي النداء و تندفع إلى أحضانه متشبثة به ومواصلة البكاء وهو يربت فوق خصلاتها بيده المرتعشة من آثار العجز و يهمس لها بلطف :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Roman d'amourمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!