الجُزء الثاني : الفصل الخمسون " فرح ! "

10.7K 362 83
                                    

ثلاث ساعات متواصلة من الثرثرة و سرد ما حدث معها في الآونة الأخيرة إلى الجد المسن !!!! 

أفاقت "سديم" على صوت رنين هاتفها يرتفع من جديد لتعقد حاجبيها مرددة بصدمة : 

- نسيته خالص !

تنهدت و نظرت إلى الجد معتذرة بلطف و عجلة : مكالمة مهمة هرد عليه وارجعلكم ! 

ابتسم لها نجيب و هز رأسه بالموافقة ينظر إلى الصغيرة الوديعة بمهدها متنهدًا بحزن ثم اسند رأسه إلى عُكَّازته و أردف متعاطفًا بآسى : 

- ياريت أبوكِ يفهم ويفوق قبل فوات الأوان ! 

كانت كلماته غامضة على مسامع "نيرة" التي عادت للتو تحمل المشروبات الباردة و تضعها فوق الطاولة متسائلة بدهشة : 

- يفهم إيه ياجدو ؟ 

ظهرت بسمته فوق محياه تزين تجاعيد وجهه فرؤية تلك الجميلة تُبهجه و تجعله بحالة من الفخر بصنيع شقيقتها بها تعلقه بتلك الفتيات فاق جميع الحدود ألهذا الحد يصل اشتياقه لهن ؟! 

تنهد بهدوء و أجابها بلطف : يفهم قيمة الناس اللي حواليه يابنتي ! بنته محتاجاه . 

عقدت "نيرة" حاجبيها و أردفت باعتراض وغضب بعد أن أثارت أفكار الجد حفيظتها : 

- محتاجاه في إيه ؟ سديم مش هتسيبها و لا هتخليها محتاجة منه حاجة ! 

هز الجد رأسه متفهمًا تمردها وأجابها بتأكيد : حبيبتي أنا معنديش شك في دا ، أنا قصدي احتياج معنوي مش مادي و آآ 

قاطعته "نيرة" عاقدة حاجبيها بغضب و أردفت بإصرار على موقفها : 

- بيشوفها و نائل بياخدها و يروح لحد عنده كمان عشان ميقربش مننا و محدش مانعه عنها هو بس وقت النوم يعني اللي هيعملها مشكلة ؟ 

عقد الجد حاجبيه من توتر "نيرة" المبالغ به من وجهة نظره و حديثها الغير مبالي بمشاعر ابنة شقيقتها و إن كانت رضيعة لا تفقه مايدور حولها ، مما دفعه إلى سؤالها بدهشة : 

- ليه زعلانة كدا ياحبيبتي ؟ اللي بيحصل دا الصح و حقها آه حتى وقت النوم يكون جنبها دا الطبيعي . 

ازداد رعبها من عودة هذا الشيطان إلى شقيقتها و تسللت الدمعات من عينيها تهمس بتوتر وخوف بعد أن تأكدت من انشغال شقيقتها بالمكالمة الهاتفية: 

- متقولش كدا لسديم أرجوك ، أنا حاسة إنها بدأت ترجع عن موقفها حتى اتنازلت عن قضية الطلاق و هو هادي من فترة ، رجوعهم مستحيل ياجدو ، أنا مش هقدر أشوفها في الحالة دي تاني ! 

أدرك الجد شدة تعلق "نيرة" بشقيقتها في تلك اللحظة و أنها تخشى تورط شقيقتها من جديد ليس إلا ليعتدل فاتحًا ذراعه لها داعيًا إياها إلى أحضانه لتُلبي النداء و تندفع إلى أحضانه متشبثة به ومواصلة البكاء وهو يربت فوق خصلاتها بيده المرتعشة من آثار العجز و يهمس لها بلطف : 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن