الفصل الخامس والعشرون " ماضي ! "

11.2K 586 50
                                    

جلست "سديم" بجانب "نيرة" التي لم تكف عن التحديق بـ"نائل" بنظرات مصدومة مما دفعه إلى النظر إلى الجهة الأخرى حيث جلس "آسر" و "سليم" بالجهة المقابلة لهن وكانت نظراتهم تحمل الغضب والتشكيك بـقرابته وحدها "سديم" التي كانت نظراتها هادئة و ودودة إلى حد ما أو هكذا ظن !!!

رفع يده يعبث بخصلاته الخلفية ثم استقام فجأة من مقعده و توجه إلى المقعد الملتصق بـأريكة الفتيات من جهة "سديم" يجلس فوقه و هو يقول هامسًا ببسمة مهتزة وصوت خفيض يخرج من بين أسنانه موجهًا حديثه إليها و نظراته تتوزع بينها و بين "آسر" الذي أصبحت جلسته متحفزة تحمل الرفض القاطع لتودده المبالغ به :

- ممكن أفهم جيباني هنا ليه مش شايفة أسدين قصر النيل بيبصوا عليا إزاي دا غير أختك فاقدة النطق دي ، معرفتش تقولي ليك وحشة يا ابن خالتي حتى بلاش تتكلم تهز راسها وهفهم إنها مرحبة بيا  ؟

سارت بعينيها فوق ملامح أوجه الحاضرين ثم أردفت بإتزان بعد أن عادت بنظراتها إليه :

- معلش نيرة متعرفش عنك ، لكن أنا بابا حكالي عنك وعن مامتك قبل كدا عشان كدا عرفتك بالاسم شوية وهتتعود عليك ، المهم قولي عرفت عنوان البيت بتاعنا منين وقابلت سامح ولا لأ  ؟!

عقد حاجبيه و سألها باستنكار مرددًا كلمتها العفوية بدهشة :

- سامح دا خالنا ؟! ولا قصدك حد تاني ؟

هزت رأسها بالإيجاب و ردت باقتضاب :

- ايوا هو ..

ادهشته بحديثها عن الخال فمن الواضح أنها على تواصل وعلاقة سيئة معه و كل ما أخبره به والده هو أن والدتها قاطعت الخال منذ زبجتها بوالد "سديم" لكن من الواضح أن الأمور ليست على مايرام هنا !!! لذلك هز كتفيه بلا مبالاة و أجاب بجدية و صدق :

- لأ أنا مقابلتش أي حد غير ، كل الحكاية إني كنت مسافر و بابا هو اللي عرف الخبر و كلمني حجزت في أول طيارة و جيت عليكم حتى مروحتش البيت ! العنوان بقا بابا بعتهولي معرفش مصدره !

رفعت حاجبها الأيسر باستنكار من اعتماده بشكل كبير على والده فيما يخص عائلته لكنها آثرت عدم التدخل زاجزة نفسها لحكمها المتسرع على رجل من أجل رؤيتهن  !! تنفست بهدوء ثم نظرت إلى "آسر" و "سليم" و أعادت نظراتها إليه تقول بهدوء :

- طيب أنا شايفة إن الشمس خلاص هتطلع علينا لو حابب تاخد مفاتيح شقتي هي قريبة من هنا و تقعد فيها لحد مانروح مشوارنا الصبح تمام !

لم يتمكن من الرد برفض أو موافقة حيث انتفض "آسر" متسائلًا بحدة وهو يقلب نظراته بينهم ولكن كلماته توجهت ناحيتها هي بغضب شديد :

- مشوارناااا ؟!!!! هو فيه مشواير وانتوا لسه متعرفين على بعض دا طبيعي يعني وعادي عندك  ؟!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن