وقف "نائل" يعاون ابنة خالته بتحضير طعام الفطور بعد أن هاتفته بالصباح الباكر و طلبت تواجده لتقص عليه الحوار الذي دار بينها و بين شقيقتها "نيرة" وتطلب معاونته ليُعلق فور أن انتهت من همسها له بما حدث بصوت خفيض لا يصل إلى مسامع "نيرة" :- آه يعني أنتِ موافقة على علاقتهم دي ؟ مش خايفة عليها ؟
هزت رأسها بالسلب و أجابته أثناء توزيع نظراتها بينه وبين الرواق المؤدي إلى غرفتها : لاء أنا عارفة إن سليم مختلف !
وصمتت لحظة تفكر بها قبل أن تواصل : ونيرة كمان مختلفة ! هيكملوا بعض و أنا سيبتلها حرية الاختيار مش هجبرها على أي حاجة يانائل !
تناول "نائل" منها الصحن وهو يهمس لها بحزن : لسه زعلانة من كلامها ؟
صمتت و حدقت به بنظرات جافة للحظات قبل أنا تترك قدح المشروب الساخن وتعود إلى المطبخ بعد أن بدأ الصداع يتسلل إلى رأسها من جديد مستعيدة ومضات من حديث شقيقتها في لحظة الغضب النادرة بينهما ثم بدأ تتكرر بضعة جُمل على مسامعها و دق ناقوس الخطر فجأة برأسها لتستعيد مشاهد و نظرات و كلمات سامة بدأت تتكرر على مسامعها كأنها تحدث الآن !!!!
تحديدًا هو !!!! ماضيها و حاضرها !!! أمها و أبيها !!! خالها المجرم !!! رفيقاتها الساخرات منها !!! شقيقتها!!!! طفولتها المُغتصبة و ماضيها المُشين و حاضرها المجهول !!!!!!
أغمضت عينيها بقوة شديدة و اجتمعت الدموع داخل مقلتيها تزامنًا مع توتر أنفاسها الشديد و الواضح لـنائل الذي اتسعت عينيه مش شدة فزعه وهو يرى تلك الحالة لأول مرة !
اشتد قلقه و أصابته الحيرة هل يتركها حتى تعود إلى طبيعتها بمفردها أم يداهم حالتها تلك و يعيدها إلى واقعها !!!!
دمعت عيناه تعاطفًا وألمًا و هو يقترب منها بخطوات مليئة بالتوتر ثم امتدت يده إلى كتفها يهزها بلطف هامسًا باسمها بخوف : سديم ؟
شهقت فجأة و انتفضت بعيدًا عنه تنظر إليه بأعين متسعة و صدرها يعلو ويهبط بقوة شديدة لتضع يدها فوقه محاولة تهدئة أنفاسها وتستدير مولية ظهرها له ليحفر هو ذكرى عينيها الفزعتين الحمراوتين داخل ذاكرته ويقف عاجزًا متوترًا متفهمًا ما رآه فعاد خطوات إلى الخلف واستند إلى الحائط يراقبها وهي تتجه إلى صنبور المياه تغسل وجهها بالماء البارد عدة مرات متتالية كأنها تصفع وجهها بالمياه ! كأنها تصفع عقلها و ذكرياتها ! كأنها تعاقب روحها على خروجها عن سيطرتها ولو للحظات معدودات !!!!!
أفاق الاثنين على صوت "نيرة" التى أردفت بدهشة وهي تتجه إلى شقيقتها :
- ايه دا بتغسلي وشك هنا ليه ؟ مالك ؟!!!
ناولها "نائل" المحارم الورقية و أردف نيابة عنها مانعًا شقيقتها من مواصلة تحقيقها :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Lãng mạnمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!