الفصل الرابع عشر " وجه جديد ! "

12.5K 704 38
                                    

منذ أن وافقت "نيرة" على تواجدها معه بالسيارة وهي بهذه الحالة الغريبة تلتصق بالباب المجاور لها وتنظر إليه بتوتر واضح أدهشه و وزع نظراته بينها وبين الطريق يقول بلطف :

- أنتِ خايفة ولا إيه ؟ متقلقيش أنا  !

رفعت عينيها الفيروزية إليه وحدقت به بصمت لكنه استطاع قراءة رعبها و قد أفصحت رجفة يدها التي تقبض على هاتفها عن مدى رهبتها وخوفها منه وكأنه وحش يفتك بمن حوله !!! وقع في حيرة و توقف على جانب الطريق يقول بلطف بالغ :

- مش أنتِ وافقتي تيجي معايا نروح المستشفى لكريم سوا ؟ ليه خايفة كدا !

هزت رأسها بالموافقة على حديثه و ازدردت رمقها بخوف واضح ثم تحدثت أخيرًا بصوتها الرقيق وأردفت :

- سوري ، أنا أول مرة أركب مع حد غريب !

عقد حاجبيه حين تسلل صوتها الرقيق إلى أذنه باعتذارها عن خوفها منه !!! ماذا تفعل تلك الفتاة الفاتنة ! نظر إلى الأريكة الخلفية ثم وإليها وأردف مبتسمًا بلين :

- طيب إيه رأيك ترجعي ورا واعتبريني السواق ، كدا كدا كريم برا المستشفى و رد عليا قالي هيحصلنا على الكافيه فمينفعش تقعدي خايفة بالمنظر دا واتفرج عليكِ  !

هزت رأسها بهدوء و هبطت مسرعة من السيارة و كأنها تفر منه و كادت تتجه إلى الخلف لكنها ارتطمت بقوة بالسيارة حين تدافع رجلان بقوة بجانبها واصطدم أحدهم بجسدها يدفعها بقوة ناحية طرف باب السيارة و اختل توزانها إثر ما حدث و ارتطمت رأسها بقوة بطرف الباب المدبب و بدأت الدماء تندفع من رأسها بغزارة و تسقط فوق قميصها الأبيض تلطخه و كان "سليم" قد هرع إليها و عينيه تتسع برعب واضح حين وجدها فوق الأرضية الصلبة مغمضة عينيها وتنزف الدماء بلحظات قصيرة !!!

اجتمع المارة حول الرجلين و بدأت الأحاديث خلفه لكنه هبط إليها يتفقدها ثم وضع يده أسفل خصرها والأخرى أسفل ساقيها وحملها يضعها داخل السيارة مرة أخرى و ركض إلى مقعده دون كلمة واحدة يعود إلى المشفى و عينيه فوقها لا يُصدق إلى الآن أنها بلحظة واحدة سقطت تلك الجميلة الرقيقة و ذهبت إلى عالمها الخاص !!!! ماذا يفعل و كيف يتواصل مع عائلتها و هو إلى الآن لا يعلم صلة قرابتها بهذا الكريم الذي رفض مكالمته منذ ثانية واحدة  !!!!!

زمجر بغضب و قال بإنفعال وهو ينظر إلى الهاتف :

- يااااأخي رد هو دااا وقته !!!!!

توتر و فقدت أنفاسه صوابها حيث كان جسدها بجانبه مستسلمًا للغاية و عينيها تحاول إخباره أنها لازالت على قيد الحياة رفعت يدها إلى الهواء تحاول الإشارة إلى حقيبتها ، لكنه عقد حاجبيه و وضع يده أسفل ذقنها يقول محاولًا بث الطمأنية داخلها : متخافيش قربنا على المستشفى !

أرخت يدها و وضعتها فوق ذراعه الذي يمتد تجاهها و سكن جسدها تمامًا حيث فقدت وعيها لتتسع عينيه و يهمس برعب :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن