الفصل الثامن والعشرون "مارد !"

10.2K 689 103
                                    

جلست "سديم" فوق الأريكة داخل الغرفة الضيقة والتي تعبر عن رُقي استضافتها بعد النظر إلى مكانة زوجها وعلاقاته و بالرغم من قوة علاقات أبيه إلا إنها وجدت اليوم نفوذ وسلطان أدهشها حقًا و لكن تلك المعاملة الراقية لم تحصل عليها إلا بعد زجها بالقسم أما عن طريقة إلقاء القبض عليها كانت شديدة القسوة على روحها البالية خاصة أمام شقيقتها الصغيرة التي تركتها باكية تنتفض داخل أحضان "نائل" العاجز عن تهدئتها رغم ذهابه خلف سيارة الشرطة إلى القسم و رغم إصرار الضابط على تواجدها داخل سيارة الشرطة متعمدّا و رغم ما أظهرته من ثبات و قوة في حضرة "نيرة" إلا أنها تشعر بصورة أبيها تتراقص أمام عينيها حزنًا على ما آلت إليه أمورها و تشعر بألم وحدتها رغم تواجد زوجها و ابن الخالة الذي ظهر حديثًا و "سليم" الذي أبدى تفهم كبير في الفترة الأخيرة لكن من الواضح أن حروبها لن تنفد بعد !

رفعت رأسها تحدق بالضابط الذي دلف بصحبة زوجها و "سليم" ثم تهامسوا بشئ ما وخرج الضباط بعدها ليتسمر "آسر" محله لحظة واحدة قبل أن يلتهم المسافة بينهما في خطوتين و يجذبها بشكل مفاجئ إلى أحضانه ضاغطًا فوق خصرها و مؤخرة عنقها يدس أنفه تارة بين خصلاتها و تارة يضع قبلة خاطفة وإلى الآن لا يحاول التحدث إليها فقط يحتضنها بخوف بين تكاد تجزم أنها استمعت إلى صوت طبول تقرع داخل قلبه حين استقرت برأسها فوق صدره و أطلقت أنفاسها التي تحمل مشاعرها السلبية ومخاوفها و أوجاعها ووحدتها وتركت شعور الأمان يتخلل خلاياها رغم يقينها أنه يتخبط بين علامات الاستفهام المنطقية و التي ازدادت بعد كلماتها الأخيرة في المشفى لكنه أيضًا يشعر بالذنب حيال فعلة أبيه المشينة و أدركت مدى غضبه منه حين أردف بحزن شديد :

- متخافيش أنا مش ممكن أسيبك هنا ، وهعرف اتصرف معاهم !

استمعت بعدها إلى صوت "سليم" المتحشرج من فرط إجهاده يردف بوجوم :

- هو إزاي دخل المسروقات دي بيت سديم ؟ معقول توصل لدرجة إنه يراقبها ؟

أخرجها "آسر" من أحضانه و هز رأسه بجهل مجيبًا إياه بخجل من تصرفات والده تجاهها و بدأت المخاوف تتضاعف داخله من هجرها إياه بعد أن تعمد والده شن حملة هجومية تجاه زوجته !!! :

- مش هستبعد دا ياسليم أنا مش مصدق إنها وصلت للاتهام زور !! دا عمره ماظلم حد اكيد فريدة ورا أفكاره دي !

حدقت "سديم" بـ ملامح وجه "سليم" الساخرة و حاولت تحذيره بنظراتها فأشاح بوجهه بعيدًا عنهما و آثر الصمت لتردف "سديم" متجاهلة الحديث عن هذا الرجل :

- نيرة مع نائل برا ؟ ولا مشيوا زي ماقولتلهم ؟

حدقا بها الاثنين بذهول و كأنهما يسألاها ماذا ؟!!! أهذا هو جميع ما لديك عن الأحداث الجارية !!! أجابها "سليم" عاقدًا حاجبيه وكأنه تذكر فجأة أن والدته ووالده قد يكونا معهما بالأسفل و والدته منذ رؤيته بتلك الحالة رفضت أن يتبع "سديم" و يعود إلى المنزل معها ويحصل على راحة جسدية لكنه أصر و دلف إلى سيارة ابن عمه ! إذًا سوف تتعمد الشجار معها !!!!! :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن