أمر العودة إلى هذا المكان هو آخر ما كان يخطر على عقلها بل لم تتخيل أن عودتها سوف تحدث بتلك السرعة وقد تبدل دورها تلك المرة من المحتالة التي خدعت أفراد العائلة إلى زوجة الحفيد الأكبر !!!
لاحظ "آسر" توترها منذ أن دلفت إلى المنزل و لكنه قرر ترك الأمر قليلًا إلى أن تهدأ ثورتها الداخلية تجاهه و فضل إرشاد شقيقتها "نيرة" إلى الغرفة الخاصة بها متعمدًا اختيار الغرفة الأبعد من المنزل بل و الأكبر بعد غرفته الخاصة !!!
جلست "سديم" فوق الأريكة تنتظره بهدوء خارجي بينما داخلها يشتعل من فرط غضبها و توترها و رفضها جميع الأحداث التي تدور حولها ، تنهدت وعادت إلى الخلف بجسدها و شعورها التشتت و الرهبة قد تملك منها حيث وقعت أسيرة بين قوانين العقل و المنطق و رغبات قلبها التي أصبحت عاجزة عن التحكم بها !!! رغم إصراره بعد موافقة شقيقتها بالإنتقال معها و استغلاله جهلها بأمر الزواج الورقي فقط لكن عليها أن تعترف أن هناك نبضة داخلها رغبت بهذا القرب ، رغبت بدفئ أحضانه و لطف لمساته و همساته وعقلها يخبرها أنها أخطأت باختيار الزمان و المكان لكن قلبها يتراقص على ألحان نغمات قربه و احتوائه لها وعلى هذا الحال منذ ساعتين وأكثر بل طوال الطريق صامته تستمع إلى أحاديث شقيقتها الرقيقة بين حين و آخر الموجهة إلى "آسر" أما هي اختارت الصمت و الشرود بالمستقبل القريب و طريقة استقبال شقيقتها بين تلك العائلة ، هي قادرة على الصمود لكن "نيرة" بالغة الرقة و اللطف لن تتحمل لكن تطايرت مخاوفها حين وجدت المنزل هادئ و رغم الرفض الواضح بفعلتهم لكنها سعيدة لعدم تعرض شقيقتها إلى نظراتهم السامة !!!! زفرت أنفاسها بصوت مسموع و وضعت يدها فوق قلبها تهمس بحزن شديد :
- همشي وراك لحد ما أضيع ، أنت مش قد الحياة الوردية اللي بترسمها دي !!!
عقدت حاجبيها و رفعت يدها تجمع خصلاتها و هي تراقب عودة شقيقتها تردف مبتسمة غافلة أن "آسر" خلفها مباشرة :
- سديم ليه و إحنا بنجهز الهدوم قولتي إنك مش عاوزة تيجي هنا عشان البيت كئيب ؟ بالعكس أوضتي جميلة أوي !
اتسعت عينيها حين صاح مستنكرًا من خلفها :
- بيتي أنااا كئيب ؟!!!!
أغمضت "سديم" عينيها تلعن ثرثرة شقيقتها العفوية أمام هذا الرجل تحديدًا و كادت تتحدث لكن قاطع كلماتها الطرقات المتكررة بقوة فوق باب المنزل أعلنت ملامح "نيرة" عن توترها و اختفت بسمتها تتجه إلى شقيقتها و تقف بجانبها بينما تحرك "آسر" تجاه الباب و فتحه بغضب أسفل نظراتها الهادئة ، و التي ثبتت فوق ملامح والده المحقرة من شأنها مجرد أن دلف إلى الداخل وحدد مكانها بعينيه و نظراته المكللة بالنفور تتراقص فوق ملامحها كأنه يتعرف عليها لأول مرة شعرت أن عينيه على وشك الإنتقال إلى شقيقتها لذلك همست لها بهدوء :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Roman d'amourمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!