دلف إلى منزله ينزع قميصه بغضب و ألقاه جانبًا ثم اتجه إلى المرحاض و هو يُفرغ محتويات بنطاله لكنه جز على أسنانه حين وجد ساعتها الذكية التي وضعتها لـ "أمجد" زفر بملل و همس :
- طلعالي في كل مكان ، أنا إيه اللي عملته في نفسي دا !
أنهى جلسة استحمامه و ارتدى ملابسه يخرج إلى الحديقة ليجد "عاصم" قادمًا باتجاهه يركض قائلًا بهلع :
- آسر ، مشوفتش سديم ؟!!
عقد حاجبيه و أجاب بدهشة :
- هي مش في اوضتها !
أجاب بخوف :
- لا مش في الأوضة و عمال اتصل مش بترد !
عقد حاجبيه و اخرج هاتفه و كاد يعبث به لكنهما استمعا إلى ضحكاتها وهي تهبط الدرج الصغير داخل الحديقة بجانب "يوسف" الذي امسك يدها يُشير إلى شيء داخلها و هو مبتسم ، اسرع "عاصم" تجاههم يحتضنها بقوة و هو يقول بعتاب :
- كنتِ فين ياسديم ، خضتيني !
اتسعت عينيها من فرط لهفته و قالت بدهشة :
- كنت مع سليم فوق عند مامته بنحكيلها اللي حصل و قعدت معايا شوية توريني الصور بتاعة العيلة و بعدها نزلت !
تدخل " يوسف" قائلًا :
- وأنا قابلتها وأنا نازل ياعمو !
اخرجها "عاصم" من أحضانه و قال بأعين دامعة :
- افتكرتك مشيتي !
نظرت إليه بحزن و أجابت بلطف :
- همشي فين بس أنا حاجتى كلها جوا ياحبيبي ، متقلقش !
قاطعهم "يوسف" يقول بمداعبة :
- تمشي فين ياعمي دا حتى هي وعمى أمجد مع بعض للصبح و اتصاحبوا أوي على بعض ، استهدى بالله كدا و متبقاش عاطفي اومااال !
ابتسم "عاصم" وقال :
- وهو أمجد قاعد لحد الصبح ليه ؟
صمتت "سديم" و رد الصامت الذي لم يفارقها بنظراته :
- تعب شوية بليل ودلوقت بقا أحسن متقلقش !
اتسعت عيني "عاصم" وقال :
- تعب إزاي و مقولتوش ليه في وقتها ؟!!
رد "يوسف" بهدوء :
- متقلقش على العموم هو نازل دلوقت و بابا كمان لسه معرفش احنا محبناش نخضكم ، و كمان بنتك سديم قامت بالواجب بصراحة !
هز "عاصم" رأسه بالسلب و قال بقلق :
- لا أنا هطلع أشوفه بنفسي لسه هستنى ينزل !
لاحظ "يوسف" توتر الأجواء و نظرات أخيه الغاضبة ليقول بلطف :
- طيب إحنا نطلع كلنا بقا بالمرة !
أنت تقرأ
أغلال الروح
عاطفيةمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!