انتفضت "نيرة" حين استمعت إلى صوت إغلاق باب منزل شقيقتها بقوة بالغة و يليها ظهور "آسر" يغلق أزرار قميصه متجهم الوجه و كاد يتحرك لكنه توقف محله ينظر إليهم بأعين تقدح بالغضب المستعر و كأنه على وشك الفتك بأحدهم أو بمعنى أدق هو على وشك الفتك بابن عمه "سليم" الذي أردف بصدمة وترقب :- آسر !!!!
لا يعلم ما الذي حدث لكن كاد توازنه يختل ويسقط أرضًا بعد أن تعمد "آسر" تسديد أولى لكماته الغاضبة إلى وجهه ثم أطاح به بعد أن سدد لكمة أخرى من ركبته إلى عضلات باطنه صارخًا به بشراسة وعنف و هو يمسكه من تلابيب قميصه مانعًا جسده من السقوط :
- آه آسر اللي عملتوه لعبة في إيديكم !!!!
رغم صدمته من فعلته وكلماته التي أكدت معرفته بأفعال والده إلا أنه حاول الدفاع عن حاله دون التعرض له أو مجاراة تصرفه البربري الأهوج الذي دب الرعب بعيني الفتاة و انكمشت بعيدًا عنهم تراقبه بفزع وخوف بيّن لذلك قبض بقوة على رسغيه و أردف بخشونة و استنكار مانعًا إياه من مواصلة عنفه :
- هو دا سبب هروبك كدا و راجع شايفنا لعبنا بيك ؟!!! و آآ ..
لم يمهله "آسر" فرصة إكمال حديثه حيث اندفعت قبضته من جديد تجاه فكيه متجاهلًا خط الدماء الرفيع الذي بدأ يتسلل فوق ذقنه من فرط عنف لكماته فقد أشعل فتيل غضبه بعد أن نعته بالهارب و غفل عن نبرة استنكاره يصرخ به معنفًا إياه بحدة :
- لما تتحط في نفس مكااااني ابقااا اتكلم وقول هربت أنا اختفيت عشان مشربش من دمكم بعد الخطط و الاتفاقات اللي كانت من ورايااا ، ازاااي قبلت عليا أكون مغفل كداااا ازاي رضيت تاخد مكاااني عندهاااا ، مين سمحلك تخبي عليا سر زي داااا بأي حق تعمل كدااا !!!
شياطين الغضب والكراهية التي تتراقص داخل عيني ابن عمه تجاهه دفعت "سليم" إلى الصراخ به بغضب شديد محاولًا السيطرة على مارد نقده له و لزوجته :
- نفس اللي سمحلك إنك تتدخل في حياة عمك عاااصم !!!! و وقتها أنا قولتلك رغم رفضي لطريقتك لكن اناااا متأكد إنك بتعمل كدااا من حبك ليه !!!! لا أنا ولا هي قدرناااا نكسرك بحقيقة بشعة زي ديييي معرفناااش يااأخي !!!!!
دفعه فجأة بقوة مباغتة بعيدًا عنه وواصل صراخه الغاضب به وهو يوزع نظراته بينه و بين الفتاة المصدومة :
- أنا كنت هقولك وهي رفضت وحاولت تحل المشاكل مع أبوك قبل مايدخلها السجن تاني راحتله مخصوص و اتكلمت معاه رغم كل اللي عمله فيهاااا !!!!
صرخ به الآخر بأعين دامعة و صوت مختنق رافضًا جميع الأعذار و مستسلمًا إلى شعور خداعهم له :
- طبيعي تدافع عنها ما أنت نسخة منهااا !
و غادر مسرعًا بخطوات غاضبة وسط ذهولهما لكن أشار سليم إلى المنزل و هرع خلفه يقول بلهجة آمرة:
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!