الفصل الخامس والثلاثون "طلاق"

12.4K 639 80
                                    


من المتعارف عليه أن عواقب الزلازل الأرضية وخيمة حيث تتسبب في هبوط مستوى الأرض أو تساقط الصخور من قمم الجبال و قد تتسبب في تدمير المُنشآت والبنى التحتية مثل المباني والطرق ناهيك عن اندلاع الحرائق في بعض المناطق ،هكذا يحدث لأرواحنا بعد كل حد ألم نعاصره يزلزلنا و يهبط بمستوى توقعاتنا بالبشر فتتساقط صخور ثقتنا من قمم جبال المحبة و تتدمر البنية التحتية للعلاقات بعد اندلاع حريق هائل بين ثنايا قلوبنا يترك فقط الحطام و نمضي ببقايا أرواحنا المحترقة بل المؤلم أن عواقب الزلازل الأرضية يمكن تفاديها و إصلاحها مع الوقت أما زلازل أرواحنا تترك ندبات و تشوهات تتشكل على هيئة كلمة واحدة داخلنا تُدعى الماضي الذي يلاحقنا و يلازمنا فقط بهدف تجديد الألم كلما حاولنا أن نصبح على مايرام !!!!

#أغلال_الروح
#شيماء_الجندي

وقفت "سديم" تراقبه بعد أن أغلق باب منزلها وبدأ يتقدم منها بخطوات هادئة يحدق بها بأعين مشتعلة وملامح جامدة لتمسح عينيها المشتاقة جسده وتبلل شفتيها بتوتر من عجزها عن مداراة ركض روحها تجاهه رغم اختفائه شهر كامل منذ ليلة وفاة الجدة المسنة !!!

شهقت بفزع حين أفاقها من شرودها يجذبها إليه عنوة لترتطم بصدره العريض وتتخلل أنفها رائحة عطره الملتصقة بجسده وخاصة جذعه العلوي المكشوف أغلبه بسبب ترك أزرار قميصه العلوية محلولة كأنه يتعمد فعل ما يُثير غضبها لكنها الآن بحاجة إلى الإطمئنان على حالته وقد يطغى هذا الشعور على جميع الصراعات داخلها غلآن لذلك رفعت عينيها وحدقت داخل عينيه المتألمة تهمس له بحزن :

- أنت بخير ؟

نظر حوله ثم أردف متجاهلًا سؤالها وهو يبحث بعينيه داخل المنزل الخاص بها : نيرة في مدرستها ؟

اكتفت بهز رأسها بالإيجاب مزدردة رمقها بخوف داخلي من طريقته الغريبة خاصة بعد ماحدث وبدأ عقلها يصرخ بها أن سؤالها لا محل له من الاعراب كيف يُصبح بخير بعد فقده الجدة الحبيبة ؟ أم أن الجدة قصت عليه أمر ما حين استدعته قبل وفاتها ؟ لكن "سليم" أخبرها أنه حين خرج من الغرفة أعلن وفاتها و اختفى فإن علم بتلك الكارثة لهدم المشفى فوق رؤوس الجميع ورغم أنها كانت تخالفه الرأي خاصة أنها تعلم معنى الصدمات جيدًا لكنها طمأنت حالها أنه يجهل الحقائق !!!!

تأوهت بألم عاقدة حاجبيها حين ضغط بقوة فوق خصرها متعمدًا إيلامها وهو يردف بحدة : وسليم ؟

صمتت تحاول تفسير سؤاله ليوضح لها غرضه وهو يتحرك إلى الغرفة جاذبًا إياها من يدها ساخرًا : ماهو شبه عايش معاكم !!!

توقفت عن السير معه بعد كلماته الساخرة و حاولت جذب يدها منه غاضبة من طريقته المريبة معها لكنه تمسك بها رافضًا تركها لتسأله بدهشة واستنكار:

- هو دا اللي أنت عايز تقوله بعد شهر مختفي فيه ؟!!!

تلاشت نبرة السخرية من كلماته وأردف ببسمة ملتوية بعد أن أعادها إلى أحضانه و همس لها بأذنها مداعبًا وجنتها بإبهامه و دس أنفه بين خصلاتها مبعثرًا ثباتها الزائف وقد لانت نبرته بطريقة بالغة الإثارة :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن