الفصل الثامن والثلاثون "قسوة !"

11.4K 656 154
                                    

وقفت "سديم" بجانب "نيرة" تتحدثن بخفوت وتتبادلن بسمات عابثة بعد أن بدلت العروس ردائها و وقفت تحدق بها بغضب شديد وحين وجدت الاستمتاع واضح على قسمات غريمتها قررت اللجوء إلى دلالها الأنثوي و تعمدت ممارسته على "آسر" الذي وقف بعيدًا ينظر إليها بتخبط أشعل نيران ألمها مرة أخرى لقد تمكن من طعنها بادراكه فداحة فعلته و مواصلته شن حملة قتل ماتبقى من روحها !!!

تفرقت العائفة ترحب بالضيوف و تتبادل الأحاديث معها و لكن استقر الشباب في مكان محدد وكأن الجميع يخبره أنه انضم إلى زوجته ولكن بشكل خفي حتى شقيقه ابتعد عنه وانخرط معها ومع ضيوفه تاركًا إياه مع عروسه !!!

لاحظ "رائف" و "سليم" النظرات الخفية المتبادلة بينها وبين صديقه و رغم دهشة "رائف" من حادثة الرداء إلا أنه قرر الإفصاح عن إعجابه بثباتها ومواجهتها تيار غضب رفيقه الأهوج دون خنوع فأردف بعد أن حمحم مُلفتًا انتباهها :

- تنظيم الحفلة فوق الرائع أحييكِ عليه يا سديم !

بالفعل صرفت عينيها عنه و اعتدلت توجه نظراتها إلى صديقه الواقف أمامها والذي أدهشها بمدحه لتردف مبتسمة بـلَبَاقَة :

- ولسه هتنبهر جدًا !

صمتت لحظة ثم عقدت حاجبيها و سألته بدهشة : هو الكل هنا عارف إن أنا اللي نظمت الحفلة ؟ ولا فريدة !

هز كتفيه بلامبالاة ثم أجابها : اعتقد الكل هنا فاكر فريدة أنا عن نفسي عرفت من آسر عنك !

اختفت بسمتها حين ذكر اسمه و عادت بعينيها إليه ولم تستقر محلها حين وجدت يدي تلك الحية تتحرك عبثًا فوق سترته وكأنها تحاول إظهار علاقة ودية مبالغ بها لذلك أردفت بهدوء ومكر حين وقفت بمواجهتها :

- عجبك ذوقي يافريدة ؟ أنا سامعة تعليقات لطيفة عن الإطلالة التانية ليكِ قولت أتأكد بنفسي إنك مبسوطة !

رفعت "فريدة" حاجبها وحدجتها بنظرات نارية مشتعلة ثم سرعان مااكتسبت نبرتها غرور و كبرياء و حركت يدها بلطف أنثوي فوق صدر زوجها الواقف جوارها يراقب الوضع بسكون تام : أكيد مبسوطة ياسديم ولا أنتِ شايفة حاجة مختلفة عننا ؟

تحركت عينيها بهدوء مع حركة يدها ثم رسمت بسمة صغيرة ثم اقتربت منها تهمس لها بعبث :

- اممم لأ أنا مش شايفة أنا سامعة ، أصل الناس بتضحك على لزقتك فيه !

هبطت يدها عنه تدريجيًا و تلفتت حولها فوجدت الأنظار عليها بالفعل و البسمات الخبيثة ترتسم فوق ثغر تلك الطبقة الأرستقراطية بسخرية واضحة لتبتسم "سديم" بمكر و هي تحرك رأسها بغنج مع الموسيقى أثناء تراجعها إلى الخلف وقد رفعت عينيها لتقبض على نظراته التي تركتز فوقها مما دفعه إلى التوتر حين باغتته و حدقت به ثم ابتسمت له و أردفت بصوتها الناعم خلال انسحابها من أمامهما :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن