الجزء الثاني : الفصل السابع والأربعون " شريك ! "

6.8K 317 56
                                    

داخل مقر افتتاح معرضها الخاص بالسيارات و الذي شاركها إياه "فهد" وقفت "سديم" تنظر إلى الحاضرين ببسمة صغيرة دبلوماسية راضية قبل أن تختطف  نظرات سريعة تجوب بها المكان المكون من طابقين الذي أبهرها بالرغم من تجهيزه السريع و الذي انتهى باكرًا عن موعده !

- بقينا أصحاب معارض و محدش هيعرف يكلمنا ...

هكذا قاطع "نائل" تأملها مبتسمًا بلطف و هو يتحرك حولها بكبرياء و يؤكد على إشرافه الخاص على أدق التفاصيل :

- أنا كنت متابع كل همسة في المكان بنفسي حتى اسم المعرض كان فكرتي ، و فهد نفذها طبعًا عشان يخطف الأضواء مني مش أكتر !

ضيقت "سديم" عينيها و تابعت أكاذيبه ببسمة صغيرة خاصة حين حضر "فهد" ووقف خلفه مباشرة يستمع إلى حديثه  بنظرات عابثة و بسمة ساخرة قبل أن يردف فجأة بتحذير  :

- عدي اللي باقي من يومك على خير طيب

اتسعت عيني "نائل" و ازدرد رمقه ثم اعتدل بجسده يحدق بابن عمه قائلًا بتوتر طفيف : جيت في وقتك كنت لسه بحكي لـسديم عن مجهودك وتعبك في المكان و ذوقك الجميل !

رفع "فهد" حاجبه و هز رأسه بيأس صامت بينما قالت "أسيف" بتكذيب : احنا واقفين من بدري و سمعناك يانائل !

ابتسم لها و أردف بغيظ مكظوم : بعد أذنك دا كلام رجالة متدخليش فيه لوسمحت و خليكي في حالك !

تركته لزوجها الذي جذبه من ذراعه بحزم بعد تطاوله عليها  واتجهت نحو "سديم" تقبلها و تهنئها بعملها الجديد قائلة بلطف : مبروك ياسديم ، و بجد براڤوا عليكِ إنك جهزتي اوضه هنا لوتين عشان متبقيش قلقانة عليها أغلب اليوم !

ابتسمت لها "سديم" و اجابتها بلطف وهدوء : الله يبارك فيكِ ، منغير نائل وفهد مكنتش هقدر ارتب كل دا لوحدي !

رغم جمود ملامح "سديم" و بسمتها الزائفة التي ترسمها ببراعة شديدة فوق شفتيها الآن ، إلا أن "أسيف" تمكنت من لمس هذا الحزن المخيم على نبرتها و شرودها المتكرر رغم مقابلاتهن القليلة والذي أكد عليه زوجها أيضًا حين تبادلت معه أطراف الحديث عنها ، أدهشتها قوة تلك الفتاة و تخجل أن تعترف أنها تشعر بالغيرة في بعض الأحيان من وصف زوجها وحديثه عن صلابتها و بأسها لكن حين تقف أمامها مثل الآن تتعاطف معها خاصة حين تلاحظ نظرات الألم التي تتراقص داخل عينيها دون إرادتها كما تراها بوضوح الآن  !!!!!

أفاقتها "سديم" من شرودها حين تركت كأس العصير الخاص بها و همست لها :

- أنا هشوف نائل و ارجعلك !

كادت تتحرك لكنها تسمرت محلها حين دلف إلى المكان يجاوره شقيقه !!! أجل إنه هو "آسر" و شقيقه "يوسف" الذي حضر بدعوة منها أرسلتها إليهم منذ ساعات قليلة لكنها ظنت أنه لن يلبي الدعوة بعد ما حدث بينهما بالليلة الماضية !!!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن