من شدة وَطْأَة الخبر على "يوسف" لم يتحمل رؤية الأدلة التي كان يحتفظ بها شقيقه و صعد إلى منزله محددًا وجهته حيث غرفة والده الخائن و فور أن دلف إلى الغرفة اجتمعت الدموع داخل مُقلتيه حين وقعت عيناه على صورة والدته المُعلقة فوق الحائط بجانب صورته هو و شقيقه والخائن _والده_ !!!!
أيُعقل أن يفعل هذا الرجل هذه الكوارث !!!!! زنا و أخت ليست شقيقة و احتيال على عمه ، لحظة احتيال !!!! والده أسوأ من زوجة أخيه بمراحل عديدة فهي لم تقترب من عائلتها بسوء بل كانت تحميها طوال الوقت من سموم أفعالها !!!!! عند تلك الفكرة انقض على صورة والده وامسكها بغضب شديد شديد ثم هوى بها فوق الأرض بقسوة ليتحطهم الإطار الزجاجي ويدعس ما تبقى منها بحذاءه صارخًا بالصورة كأن والده تجسد أمامه وكلمات محددة تخرج من بين شفتيه بألم بالغ :
- لييييييه !!!!! استفدت اييييييييه !!!!!
كان صدره يعلو و يهبط بقوة كأنه خرج للتو من سباق الماراثون ولكنه واصل دعس صورة والده و تكرار الكلمات مرات ومرات بصرخات عالية جمعت آل المنزل و قد وقف "آسر" يراقبه بجمود أدهش الجميع فقط دموع حبيسة تلمع داخل مقلتيه وصدغيه يرتعشان بين حين وآخر تاركًا شقيقه يحطم أثاث الغرفة بأكمله و رغم صرخات "أمجد" و "عاصم" به أن يحاول إيقافه إلا أنه امتنع عن الرد ووقف ينظر إلى غرفة ملابس والده المحطمة و شقيقه يصول و يجول أمام الجميع بمظهره الغير مهندم وقد ملأ جسده العرق مثلما ملأ الغرفة بالزجاج المحطم و بقايا أثاث قد يعجز صاحبها عن التعرف عليها و بدقائق تحولت الغرفة ذات الأثاث الكلاسيكي الراقي إلى حُطام ، حُطام يحمل رائحة والدهم المفضلة بعد أن تلاشى أثره من الحياة و دام أثر أفعاله مدى الحياة و إن حطم الغرفة والمنزل بأكمله لقد حطم والده الأغلى قيمة لديهم ، لقد حطم فؤاد كلًا منهم على طريقته الخاصة !!!!
أفاق "آسر" على صوت بكاء نريمان التي هرعت إلى "يوسف" فور أن جلس أرضًا يستند إلى الحائط و يبكي بصوت مرتفع و جسده يهتز من فرط شهقاته مُعلنًا عن مدى هزيمته و ألمه لتحتضنه "نريمان" بقوة و تبدأ بالبكاء معه قائلة بكمد على حالته هو وشقيقه :
- استهدى بالله يابني !!!
ضمها "يوسف" بقوة و اسند رأسه إلى صدرها مواصلًا بكائه المتألم كأنه ينازع روحه لأجل البقاء على قيد الحياة وقد انتقلت رعشة جسده إليها ليزداد رعب "نريمان" أن تسوء حالته حيث أنها لأول مرة ترى انهيار هذا الشاب بينما وضع "آسر" يديه داخل جيبي بنطاله و حدق بشقيقه و هو داخل أحضانها بحزن و لكن ليست على حالة "يوسف" بل على حاله هو لقد عجز أن يفعل مثله حين علم الحقيقة !!!! لقد عجز أن يبكي مثله داخل أحضان إمرأة وهبته روحها و أخفت عنه حقائق شنيعة يرى الآن بعينيه نتائج ظهورها ، ثرى انهيار شقيقه و يعجز عن مداواة جرحه الغائر و الذي تخطى ألمه حيث كان "يوسف" أكثر تعلقًا و طاعة لأبيه والآن يجنى شوكًا و ليس ثمارًا !!!!
أنت تقرأ
أغلال الروح
Storie d'amoreمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!