داخل إحدى الصالات الرياضية وقف "نائل" يلتقط أنفاسه واضعًا يده فوق صدره والأخرى ضغط فوق زر الآلة التى لم تتوقف منذ ما يقرب ساعة كاملة ثم رفع عينيه إلى ابنة خالته التي أردفت باستياء أثناء نزعها سماعات أذنيها و قد ظهر عدم انتظام تنفسها الناتج عن شدة المجهود المبذول :
- إيه يابني التصرفات دي ؟
اتسعت عينيه وأشار إلى نفسه متسائلًا بصدمة : تصرفاتي أنا ؟ أنتِ عارفة الساعة كام دلوقت ياقادرة ؟
بدأت باستعادة أنفاسها و أمسكت المنشفة الصغيرة تجفف قطرات العرق المتراقصة فوق أنحاء وجهها ثم نظرت إلى ساعة يدها قائلة بلامبالاة:
- سبعة و ربع !
تحرك بجانبها أثناء توجهها إلى آلة أخرى قائلًا بصدمة :
- سبعة وربع ؟ هو مين فينا اللي لسه خارج من ولادة ؟
كادت تواصل فقرات تمريناتها وتبدأ حركة لكنه أمسك ذراعها قائلًا برجاء و خوف :
- لأ أرجوك أنا اتهديت مبقتش قادر !
زفرت "سديم" أنفاسها بغضب ثم حركت رأسها بالإيجاب وأردفت بهدوء :
- الناس الطبيعية بتبدأ يومها برياضة يانائل !
ارتفع صوته فجأة وأشاح بيده قائلًا بحزن و متظاهرًا بإقباله على البكاء :
- رياضة يامامااا مش انتحار !!!!
أمسكت قنينة الماء الخاصة بها وبدأت تشرب بهدوء أثناء ممارسة "نائل" رياضته المفضلة بالنسبة لها وهي التذمر ، ليواصل عاقدًا حاجبيه بعد أن جلس جوارها:
- أنا بس عايز افهم إحنا كل يوم الصبح هنيجي نعمل كدا ؟ أنا بدأت أحس بندم على قراري إني ابقا جارك ، دا كان يوم مطلعتلوش شمس !!!
أغلقت الزجاجة بإحكام ثم وضعتها بجانبها و هي تردف بلامبالاة :
- محدش اجبرك أنت اللي جاي بمزاجك وأنا قولتلك إني هبدأ اخرج طاقتي بالطريقة دي !
رفع حاجبه وأشار إلى الآلات من حوله متسائلًا بسخرية واضحة:
- أيوا يعني هنلف على أجهزة الچيم كلها عشان حضرتك تخرجي طاقتك ولا إيه ؟
لم يحصل على إجابة وحدقت به بشرود كعادتها بالفترة الأخيرة ليواصل بعد أن تبدلت نبرته إلى التعاطف معها:
- سديم اللي بتعمليه دا بيوجعك لوحدك ، اتكلمي معايا و إحنا لوحدنا دلوقت !
هزت كتفيها ببرود ثم سألته بجفاء شديد تجاه نفسها :
- وبعد ما اتكلم معاك ؟ فيه حاجة هترجع ؟
كاد يتحدث لكنها اعتدلت بجلستها لتصبح في مواجهته و أردفت بقسوة و قد اكتست نبرتها بالألم والخذلان :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!