شعرت بالاختناق داخل تلك الغرفة و رفعت يديها تسير فوق عنقها بحركات خفيفة و شعرت بمرارة حلقها و دموعها الحبيسة داخل مقلتيها تُهددها بالسقوط نظرت إلى تلك الشجرة اليافعة من خلف الزجاج و قد إلتفت حولها الأزهار بشكل جميل ، خرجت من غرفتها وسارت بخطوات هادئة إلى أن وصلت إليها وجلست أرضًا تراقب المنزل من بعيد ، حاولت تنظيم أنفاسها و وضعت يدها أعلى صدرها ثم أغمضت عينيها وتركت نسمات الهواء تداعب خصلاتها و تتراقص معها كيفما أرادت !
تدريجيًا هدأ روعها و أرخت جسدها ثم فتحت عينيها و بدأت تتأمل المشهد من حولها ، المنزل جميل و هادئ و منزله المنفصل مميز و رائع وهي هنا لفترة مؤقتة و سوف تنتهى كما أنهت جميع مهامها من قبل لما تلك الحالة إذًا ؟ ما سبب انسياقها خلف بضعة مشاعر سوف تقودها إلى الهلاك ؟ منذ متى و هي تهتم لنظرات من حولها هل أنقذتها النظرات حين كان أبيها طريح الفراش ، لقد تركه الجميع الأصدقاء و الأحبة و العمل أيضًا تدهورت حالته النفسية و الصحية بشكل كبير هي ليست آسفة على مافعلته منذ أعوام من أجله لقد كانت مدللة أبيها تحيا بسلام بين عائلة جميلة أم حنون و أب رائع عطوف و شقيقة صغيرة مشاكسة تسر الناظرين و بين ليلة وضحاها أصبحت هي مصدر طاقة العائلة و مصدر قوتها ! طريق مُلبد بالغيوم سارت داخله الصبية اليافعة و الآن تُكمله الأنثى المحتالة كما لقبها هذا الآسر ! منذ أعوام وضعها الخال باختيار إما هي أو شقيقتها داخل الطريق و أكد تهديده حين فقدت والدتها الحركة و أصبح علاجها الباهظ على نفقته و أيضًا مستقرها داخل منزله برغبة واضحة من والدتها ولا تعلم إن كانت رغبتها أم إجبار منه ولا يشغلها الآن سوى مصير شقيقتها الصغيرة !
أغلق المحتال "سامح" جميع طرق العودة بوجهها و لقد أخبرها حين قررت الابتعاد بشكل واضح وصريح أن تلك أحلام لن تتحقق !
Flash back ...
- أنا مش عايزة أكمل ياخالو ! اللي بنعمله دا اسمه نصب ، كنت بعمل كدا عشان بابا و هو دلوقت مش موجود !
وقف "سامح" يراقب ملامح ابنه شقيقته المُجهدة ثم نظر إلى عينيها التى يتراقص داخلها ألم الفقد و ثورة غضب تعلمت جيدًا إخفائها لكنها الآن في أسوأ حالاتها على الإطلاق كان على يقين أن وفاة والدها لن تمر عليه مرور الكرام و لكن كيف يفقدها هي لقد أصبحت فتاة أخرى في عامين فقط لقد أصبحت ابنته التي لم ينجبها أصبحت كما أراد منذ أن قابلها أول مرة !
تعلمت متى ومتى تصمت و كيف تتمكن من إخفاء مشاعرها بل و إظهار النقيض منها ، علمها الكثير و لم يبخل عليها يومًا ما ، ماهرة و ذكية و سريعة البديهة بشكل كبير حققت له ما يتمناه فقط في عامين هل تظن أن يتنازل عنها هكذا ببساطة ؟
تنهد و وضع يديه فوق كتفيها يقول بلطف :
- سديم ياحبيبتي ، مش محتاجة اقولك أن بابا كان متعذب و أنتِ كنتِ مشتتة وقتها دلوقت الأمور أحسن وشغلنا تمام ومفيش عقبات قدامك مالك بقاا !
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!