الفصل الواحد والعشرون "مُناوَشات !"

11.3K 656 76
                                    


سقطت وسط مجموعة من التناقضات كأنها تهمس لي في كل لحظة هون على نفسك فـاختبارات الحياة مستمرة و لن تتوقف إلا في حالة توقف أنفاسك  !

#أغلال_الروح
#شيماء_الجندي

وقف "سليم" داخل صالة الرياضة الخاصة بـ "آسر" مائلًا بجزعه العلوي و يستند براحتي يديه إلى ركبتيه ملتقطًا أنفاسه تاركًا حبات العرق تسقط واحدة تلو الأخرى فوق الأرض و يسقط معها دمعات شاردة هاربة من عينيه التي أصبحت شديدة الإحمرار من فرط إجهاده و أرقه حيث هجره النوم بعد تعرية عائلة و نزع ثوب العفة و النبل في لحظة غفلة صادقة منهم و مصادفة قاسية له ، كيف له أن يخبر ابن عمه أنه قد أتى ببديل لشقيقته و أن والده ليس مثال للشرف مثلما يظن ؟! كيف يتغافل عن تلك الحقائق و يخرج من هذا المكان راسمًا بسمة ناصعة فوق ثغرة و متبخترًا بخطواته مثلما يفعل عمه كل صباح ؟!!!!

استقام واقفًا يضحك من بين بكائه بسخرية و يغطي وجهه بكلتا يديه مغمضًا عينيه بقوة هامسًا داخله باستنكار هل كنت غاضب من المحتالة التي تلاعبت بك و بعائلتك ؟ ماذا عن عمك إذًا ؟!!! لقد كانت المحتالة شجاعة و زاهدة إلى درجة مصارحة الجدة بحقيقتها !!! عُذرًا هي ليست محتالة نظرًا إلى سلوك العم الفاضل !!! بل حاولت إنقاذ طفلة صغيرة من براثن حياة قاسية انتهكت روحها و قضت على قلبها منذ زمن و الآن اتضح له حقيقة تعلقها بالصغيرة "نورهان" و رغبتها بتوضيح الحقائق إلى عمه و التي كانت جدته على علم بها أيضًا و من الواضح أن ما حدث بين "سديم" و عمه "عاصم" كان تحت إشرافها !!!  و آه من عمه "عاصم" و الطعنات القاسية التي حصل عليها طوال الأعوام الماضية ؟ كيف يطعنه بخنجر شقيقه أيضًا ؟!!! عقد حاجبيه حين استمع إلى صوت الباب خلفه و أسرع يمسح القطرات المنسابة فوق صدغيه ثم نظر إرضًا يحاول لملمة شتات أمره خاصة حين تأكد أن الحركة خلفه تخص "سديم" و ابتسم ساخرًا من حاله حين استمع إليها تقول بهدوء تام :

- متقلقش مش هقول لحد ، أنا جاية أخرج طاقتي تقدر تعتبرني مش موجودة أصلًا !

و بالفعل مرت أمامه و تركت متعلقاتها فوق المنضدة الجانبية و عادت إليه تنظر إلى ملامحه الشاحبة للحظات معدودة قبل أن تتحرك تجاه الآلة ليهمس لها متسائلًا وهو يتابع أثرها بدهشة  :

- منمتيش ليه الصبح قرب يطلع !

ضحكت بخفة و قد استقرت فوق الآلة تستند إليها بكوعها و عينيها تراقب ملامحه المجهدة لتهمس باستنكار :

- نفس أسبابك !

عقد حاجبيه و رفع زاوية فمه قائلًا بدهشة بعد أن تحرك من مكانه و استقر أمامها :

-و تعرفي أسبابي منين ؟

تلاشت بسمتها الصغيرة و حدقت به بصمت لحظات قليلة قبل أن تقول بحزن :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن