وقفت "فريدة" داخل منزل "رائف" ترمق زوجها الزائف بنظرات مشتعلة و قد احتقنت عينيها بالكراهية المفرطة بعد إهانتها و إذلالها بشكل متعمد من زوجته و الآن يخبرها أنه يتعمد مخالفة شروط العقد وذلك يعني فضيحة جديدة لها لتصرخ به بغضب شديد و قد برزت عروق وجهها المصطبغ بالأحمر القاني الدال على شدة انفعالها :
- يعني إيه ياااآسر مش هترجع معايااااا ؟!!!! إزاي أصلًا تقعد خمس أيام بعد فرحنا بعيد عنييي مش كفاية الفضيحة اللي عملتهالي الهانم بتاعتك دا مكنش اتفاق..آآ
وفجأة توقفت عن الاسترسال بالحديث و نظرت إلى "رائف" الذي وقف يحدق بها بنظرات خالية من التعبير و ينتظر انتهاء عرضها المسرحي كزوجة و لكنها قاطعت انتظاره حين وجهت إليه أمر مباشر بأسلوب حاد :
- من الذوق تسيبني اتكلم مع جوزي على انفراد ولا مستني تنقلها اللي بيحصل ؟!
رفع "رائف" حاجبه الأيسر و ردد باستنكار : انقلها اللي بيحصل ؟!!!
ظهرت بسمة ساخرة فوق شفتيها و هدرت به بعنف بعد أن زاد غضبها من استنكاره : أيوااا و متعملش مش فاهم قصدي النصااابة اللي وراك !!!
خرج أخيرًا عن صمته و هدر بها بقسوة شديدة بعد أن اقترب منها و حجب عنها رؤية صديقه : فرييييدة !!!! خدي بالك من كلاااامك ! أنا اتفاقي معاكِ كان واضح وهفكرك إن مش مسموح ليكِ تتكلمي عنها ولا تجيبي سيرتها على لسانك ؟!!!
عقدت حاجبيها لحظات حين أعلن عن اتفاقه معها أمام صديقه و أدرفت حين بحدة أشد : هو عارف !!! طيب حلو أوي وجوده أو عدمه مش هيفرق معايا بس اللي يفرق معاياا سُمعتي اللي الهانم بتاعتك بهدلتها أنا شغلي كلي اتدمر واتمنعت من دخول النادي و كل صحابي قاطعوني بسببها مفتكرش إن دا كان الاتفاق اللي بتتكلم عنه !!!!
زفر بضيق شديد ثم ردد بقسوة و هو يوليها ظهره و يتحرك إلى هاتفه الذي أعلن عن متصل لحوح يحاول التواصل معه منذ أن استقبلها :
- عايزة إيه يافريدة أنا مش ناقصك على الصبح أنا عندي مصايب كفاية مش هسيبها واقعد أحل مشاكل حضرتك !
كادت أن تصرخ به لكنها تراجعت باللحظة الأخيرة حيث أدركت أن حديثه القاسي عن تلك الفتاة اكتسب اليوم طابع خاص و شرارة عشقه لها كانت واضحة داخل عينيه و هو يدافع عنها إذًا هناك تطور أو بمعنى أدق هناك تراجع يلوح بالأجواء و الغضب لن يضر أحد سواها !!!!
نظرت إلى "رائف" الذي تحرك مبتعدًا عنهم بعد أن ترك "آسر" الهاتف له و أردف بخشونة متجاهلًا تواجدها :
- هو دا اللي كلمك من شوية ؟ لو هو رد يمكن حد عايزك أنت!!!
وبالفعل أخذ الهاتف بصمت بعد أن نظر إليه لحظات ثم رفعه إلى أذنه و أجاب قبل أن يغادر : ألو ، مين معايا !
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!