الفصل السادس عشر "اعتراف ! "

13.2K 707 74
                                    

غضبنا يشبه تلاطم الأمواج بقوة ثم خمودها ، ففي بداية الأمر نثور ثورة عارمة تكاد تحرق الأخضر واليابس و بعدها نهدأ و نتعايش مع الذكريات التي خلفتها المواقف السيئة !

ولأن "سديم" تعلم جيدًا عظم الأمر على نفس "عاصم" قررت مصارحته بطريقة ملائمة ، مؤلم أن يعلم المرء أنه قضى ما يقرب نصف حياته في خدعه و من الممكن أن يكون تصرفها هكذا دون علم "آسر" مربك لها ، خاصة أنها لديها خطة لإنقاذ نفسها وعائلتها من الوحل و إنقاذ الفتاة الصغيرة من بطشهم لكنها لا تملك خطة مصارحته بما تفعله اليوم !!

وقفت حين وجدت "عاصم" يقتحم الغرفة باحثًا عنها بلهفة وتوتر وحين وجدها أسرع إليها قائلًا بدهشة متفحصًا إياها بعينيه :

- مالك ياحبيبتي حصلك إيه ؟

حاولت الابتسام له بينما داخلها يتألم لأجل تلك اللهفة الواضحة على ملامحه و الخوف البالغ في نبرته لكنها حافظت على إتزان نبرتها و أردفت بلطف :

- مفيش حاجه أنا بخير بس كنت عايزاك تشوف حاجه بعيد عن البيت !

عقد "عاصم" حاجبيه انتقلت عينيه إلى الحاسوب الذي أشارت إليه ثم عادت نظراته إليها يسألها بصدمة و قد ارتفع معدل نبضات قلبه من فرط القلق  :

- هنا ؟!! في المخزن دا ؟!!

هزت رأسها بالإيجاب و ازدردت رمقها تقول بلطف :

- حبيت يكون فيه بينا سر ! مش أنت بتثق فيا ؟

هز رأسه على الفور و أردف بأعين متسعة مؤكدًا حديثها و قد اعتلت شفتيه بسمة صغيرة متوترة من طريقتها الغريبة معه و حديثها المريب خاصة أنها لأول مرة يظهر عليها التوتر و الخوف هكذا  :

- طبعًا ياحبيبتي أنا مش بثق في حد في الدنيا كلها قدك !

وكأن كلماته الواثقة أرهبت روحها و دبت القشعريرة بجسدها من خطوتها القادمة معه ، كادت تتراجع عن الحديث و عن المصارحة وعن كل شيئ حين نظر إليها بهذا الخوف و تحدث معها بتلك الطريقة ، رفعت عينيها  تراقب ملامحه المتوترة وبسمته التي تحارب بالظهور وقد بدأت عينيه ترتكز فوق شاشة الجهاز المغلقة بانتظار مفاجأتها لكن ارتعشت يدها عن الزر حين ارتفع صوت هاتفها و ظهر اسمه فوق الشاشة وكأنه يشعر بما تفعله مع عمه بللت شفتيها بتوتر و امتدت يدها إلى الهاتف لـترفض المكالمة و تغلق الهاتف نهائيًا ثم بدأت حديثها معه بنبرة مهتزة : أنت كنت بتروح لدكتور زمان و عملت تحاليل فس أول جوازك من روزاليا ! أنا عرفت حاجه من فترة و اتأكدت منها بصراحة مكنتش ناوية اخليك تشوفها ، بس أنت لازم تعرفها !

توقفت عن الحديث تراقب ملامحه التي ظهر عليها الدهشة ثم عقد حاجبيه ينظر بعيدًا بنقطة وهمية قائلًا بعدم تذكر : تحاليل إيه يابنتي وزمان من امتا ! أنا آخر تحاليل عملتها معاكِ لما طلبتي مني دا !

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن