الفصل الخامس عشر " تخبط !"

11.3K 684 62
                                    

صدمة سيطرت على جسد "سليم" حين أنصت من خلال الشاشة إلى الحديث الدائر بين "روزاليا" و "سديم" خاصة حين أردفت المحتالة الصغيرة "سديم" بثقة تامة :

- آسر ميعرفش حقيقتي ومش هيعرف لحد مااخلص شغلي هنا !

صادقة ، هو لا يعلم عنها سوى القشور وأنها المحتالة المأجورة بالأموال فقط ! إذن هي لم تكذب في كلماتها لكنها تراوغها الآن و تتعمد صرف الأذى عنه بتصرف عفوي نابع من قلبها حيث رأت لأول مرة نظرات الاشتعال و الكراهية تكاد تقفز من عينيه حين أدرك أن الكندية الماكرة داخل منزله بل و سوف تستقر به !!!!!

كان يقف بجانب ابن عمه و يعقد حاجبيه بعدم تصديق أمام شاشة المراقبة لقد أنكرت للتو معرفته بحقيقتها !!! هل تحاول حمل أوزاره ؟ أم تمنع عنه مكر الكندية ؟ أم أنها تخطط إلى أمر ما يجهله ؟ ماذا تفعل تلك الفتاة غريبة الأطوار ؟ جلس مشدوه يراقبها بصدمة لكنه استطاع أن ينظر إلى ابن عمه و كأنه يقول أترى فعلتها الغريبة وبادله "سليم" الدهشة ثم عاد يحدق بها بهدوء ظاهري ؟!

وقفت "روزاليا" من مقعدها و اتجهت إلى "سديم" تنظر داخل عينيها و كأنها تحاول اختراق عقلها و التأكد من صدقها لكن هيهات ! إنها أمام متمرسة معتادة الثبات و لم يكشفها مُعلمها أتحاول تلك الساذجة مهما كان مدى مكرها أن تكشفها !!!

ابتسمت "روزاليا " حين وجدت نظراتها الجليدية تُسيطر على عينيها وتحجب عنها ما تتمنى رؤيته لذلك أردفت بنبرة ساخرة محاولة استفزاز ثباتها الإنفعالي :

- بس أنا ممكن أطلع أقول إنك مش سيلا بنتي  و إنك نصابة ! و بكدا آسر يعرف كل حاجه !

صمتت "سديم" لحظات ثم استقامت واقفة تتجه إلى المرآة و تنزع ضمادة أذنها التي وضعها لها بالسيارة تستكشف جرحها الصغيرة و قد ارتسمت بسمة تسلية واضحة فوق شفتيها و قالت بهدوء أبهر "روزاليا" و أدهش "سليم" الذي يصطدم بوجهها المراوغ لأول مرة  :

- اممم ، مش هتعملي كدا لأ ! لو كنتِ عايزة تكشفيني معتقدش كنتِ استنيتي لحد ما أوصل و تنادي عليا باسم بنتك و توافقي على عرضي إنك تكوني معايا هنا في أوضتي على إنفراد مش كدا برضه ؟

لم تمنع "روزاليا" حالها من الابتسام بإعجاب و إجابتها بإطراء : مظبوط يا سديم !

هزت "سديم " رأسها متجاوبة معها ثم جلست فوق المقعد المقابل للمرآة و قالت بثقة واضحة :

- حلو يلا أنا سمعاكِ !!

رفعت حاجبها و قالت بدهشة : سامعة إيه ؟

تنهدت بثقل و أجابتها بإنهاك وملل :

- روزاليا أنا كنت بقول عليكِ ذكية ! أقصد سامعة عرضك اللي جاية لحد هنا تعرضيه عليا وواثقة إني هقبله عشان متكشفنيش ليهم !

اتجهت إليها "روزاليا" بخطوات ثابتة ثم مالت عليها تقول بغضب واضح وكأن عينيها اشتعلت فجأة بل و تجرأت تقبض بقوة فوق ذراعيها و تغرز أظافرها بعنف محاولة جرح جلدها وقد نجحت :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن