الفصل الثاني والعشرون "هدية !"

12.1K 649 66
                                    

جلست أمام "سليم" صامتة تحدق به بنظرات مترقبة تنتظر استكمال تفاصيل ما تحدث عنه داخل المنزل و حينها أصرت على الخروج بعيدًا عن محيط العائلة و التحدث معه على إنفراد مصطحبة شقيقتها معها و التي جلست صامتة بجانبها بعد أن علمت بما قاله لها "سليم" عن هذا الرجل اللعين القاسي ولكنها تشعر بالارتياح بعيدًا عن منزلهم حتى و إن كان بهذا المقهى الراقي في هذا التوقيت المبكر !!!!

ترك "سليم" هاتفه فوق المنضدة الزجاجية و هو يردف بعتاب :

- مش ناوية تردي عليه ياسديم آسر حقيقي قلقان جدًا خصوصًا لما عرف إنك رفضتي ابعتله اللوكيشن !!

هزت رأسها بالسلب و أردفت باستياء من تصرفه الأهوج معها :

- لا مش ناوية ، خليه مع فريدة بتاعته اللي خرج معاها !

عقد حاجبيه ينظر إلى "نيرة" التي هزت كتفيها بجهل و هو يعلق بعدم تصديق :

- و أنتِ مين قالك أنه خرج معاها ، آسر في الشغل و لسه أهو باعتلي يطمن عليكِ ؟! 

رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار :

- هو أنا هتبلى عليهم ياسليم !! الأمن نفسه هو اللي قالي إنه خرج معاها !!!

ثم اعتدلت تطرق بأصابعها فوق الطاولة بغضب و احتدت نبرة صوتها مقلدة إياه بسخرية و استهزاء :

- و المنافق امبارح قال كان هيحفر الأرض من عصبيته و جاية ليه و متدخلهاش و انا هطلعلها و في الآخر اختفى معاها والنهاردة اتخانق معايا و خرج معاها دا إيه الكره دا كله دااا ؟!!!

ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتي كلًا من "سليم" و "نيرة" التي كانت تتابع حركات شقيقتها بصدمة بالغة و اشتياق كبير إلى هذا الجزء من شخصيتها ، ابهجها رؤيتها بتلك الحيوية أثناء تقليد حركة زوجها و قد رفعت رأسها إلى الأعلى و استقامت إلى الأمام ترفع كتفيها متهكمة من تناقضه و لاحظت "سديم" صمتهما وتبادل الضحكات الخافتة لتردف بحدة عاقدة حاجبيها حيث شعرت أنها أخرجت ما تحويه جعبتها من فرط غضبها  :

- بتضحكوا على إيه انتوا كمان انا مبحبش النفاق وطبيعي اتعصب منه إيه اللي يضحك في كدا يعني ؟!!!

اعتدل "سليم" قائلًا ببسمة ملتوية :

- اه طبعًا من حق أي واحدة تتعصب من نفاق جوزها ، خصوصًا لو كانت مش عايزة تكمل معاه !!

ومع كلماته أدركت أنها سوف تضع حالها في مأزق إن واصلت الحديث لذلك أردفت بوجوم بعد أن همست لها شقيقتها و استقامت واقفة تتحرك تجاه منضدة فارغة و تجري مكالمة هاتفية  :

- دا مش موضوعنا دلوقت ياسليم ، أنا عاوزة اعرف تفاصيل الموضوع جايز أنت فهمت غلط !!!

أعادته إلى أرض الواقع الأليم بيضعة كلمات وفي لحظة واحدة قست ملامحه و احتدت نبرته يردف بوجوم متذكرًا ما سمعه و كأن المشهد يتكرر مرة أخرى بجميع تفاصيله   :

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن