جلست أمام "سليم" صامتة تحدق به بنظرات مترقبة تنتظر استكمال تفاصيل ما تحدث عنه داخل المنزل و حينها أصرت على الخروج بعيدًا عن محيط العائلة و التحدث معه على إنفراد مصطحبة شقيقتها معها و التي جلست صامتة بجانبها بعد أن علمت بما قاله لها "سليم" عن هذا الرجل اللعين القاسي ولكنها تشعر بالارتياح بعيدًا عن منزلهم حتى و إن كان بهذا المقهى الراقي في هذا التوقيت المبكر !!!!
ترك "سليم" هاتفه فوق المنضدة الزجاجية و هو يردف بعتاب :
- مش ناوية تردي عليه ياسديم آسر حقيقي قلقان جدًا خصوصًا لما عرف إنك رفضتي ابعتله اللوكيشن !!
هزت رأسها بالسلب و أردفت باستياء من تصرفه الأهوج معها :
- لا مش ناوية ، خليه مع فريدة بتاعته اللي خرج معاها !
عقد حاجبيه ينظر إلى "نيرة" التي هزت كتفيها بجهل و هو يعلق بعدم تصديق :
- و أنتِ مين قالك أنه خرج معاها ، آسر في الشغل و لسه أهو باعتلي يطمن عليكِ ؟!
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار :
- هو أنا هتبلى عليهم ياسليم !! الأمن نفسه هو اللي قالي إنه خرج معاها !!!
ثم اعتدلت تطرق بأصابعها فوق الطاولة بغضب و احتدت نبرة صوتها مقلدة إياه بسخرية و استهزاء :
- و المنافق امبارح قال كان هيحفر الأرض من عصبيته و جاية ليه و متدخلهاش و انا هطلعلها و في الآخر اختفى معاها والنهاردة اتخانق معايا و خرج معاها دا إيه الكره دا كله دااا ؟!!!
ارتسمت بسمة صغيرة فوق شفتي كلًا من "سليم" و "نيرة" التي كانت تتابع حركات شقيقتها بصدمة بالغة و اشتياق كبير إلى هذا الجزء من شخصيتها ، ابهجها رؤيتها بتلك الحيوية أثناء تقليد حركة زوجها و قد رفعت رأسها إلى الأعلى و استقامت إلى الأمام ترفع كتفيها متهكمة من تناقضه و لاحظت "سديم" صمتهما وتبادل الضحكات الخافتة لتردف بحدة عاقدة حاجبيها حيث شعرت أنها أخرجت ما تحويه جعبتها من فرط غضبها :
- بتضحكوا على إيه انتوا كمان انا مبحبش النفاق وطبيعي اتعصب منه إيه اللي يضحك في كدا يعني ؟!!!
اعتدل "سليم" قائلًا ببسمة ملتوية :
- اه طبعًا من حق أي واحدة تتعصب من نفاق جوزها ، خصوصًا لو كانت مش عايزة تكمل معاه !!
ومع كلماته أدركت أنها سوف تضع حالها في مأزق إن واصلت الحديث لذلك أردفت بوجوم بعد أن همست لها شقيقتها و استقامت واقفة تتحرك تجاه منضدة فارغة و تجري مكالمة هاتفية :
- دا مش موضوعنا دلوقت ياسليم ، أنا عاوزة اعرف تفاصيل الموضوع جايز أنت فهمت غلط !!!
أعادته إلى أرض الواقع الأليم بيضعة كلمات وفي لحظة واحدة قست ملامحه و احتدت نبرته يردف بوجوم متذكرًا ما سمعه و كأن المشهد يتكرر مرة أخرى بجميع تفاصيله :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!