الفصل السادس والعشرون " احتيال !"

9.9K 670 67
                                    



استيقظ "آسر" من نومه يبحث عنها داخل المنزل بأكمله لكن دون جدوى وقف خارج غرفة "نيرة" يزفر بغضب جم ثم نظر إلى التوقيت بهاتفه و طرق الباب عدة مرات ليتأكد أنها هي أيضًا ليست بالداخل ، اتسعت عيناه فجأة و ركض إلى الغرفة و تحديدًا إلى غرفة الملابس ليجد جميع متعلقاتها كما هي إذًا لم ترحل لكنه ضم قبضته بقوة و طرق فوق الحائط بجانبه هادرًا بعنف :

- دا مش ممكن تعب الأعصاب داااااا !!!!!!

عقد حاجبيه حين اخترق صوت والده الساخر أذنيه حيث أردف بتهكم وهو يتجه ناحيته واضعًا مفتاح المنزل الخاص به فوق المنضدة الجانبية :

- ولسه هو أنت شوفت حاجة ؟ كأني بشوف إعادة لقصة عمك عاصم بالظبط بس المرة دي في ابني !!!

كانت ملامحه "آسر" ولغة جسده يصرخان بوالده أنه يحترق الآن من فرط قلقه وغضبه منها وعليها أيضًا حقيقة أنها لا تكترث له تؤرقه و تؤلمه و كلماته أيضًا قبل أن يخلد إلى النوم كانت قاسية على روحها !!! حاول بطريقة مهذبة أن يُحذر والده من الخوض في تفاصيل حياته الزوجية الخاصة و أردف متجاهلًا حديثه عنها و هو يتجه إلى الغرفة الأخرى و والده يتبعه :

- مش اتفقنا إنك مش هتدخل بالمفاتيح تاني عشان مراتي بقيت معايا ومبقتش عايش لوحدي ! ياريت تاخد بالك يابابا !

ضحك "رأفت" و هز كتفيه بلا مبالاة يردف محتفظًا بنبرته الساخرة وهو يتلفت حوله مراقبًا أجواء حياة ابنه الأسرية بتهكم يطل من عينيه :

- بسيطة يا آسر ، أهي المفاتيح عندك جوا في أوضة مراتك بالمناسبة أنا ملاحظ إن حاجتها هناك و حاجتك هنا هو انتوا مش ناويين تبقوا مع بعض في أوضة واحدة و لا أنت ملكش كلمة في الحوار دا كمان !!!

توقف عن الحركة و رمق والده بنظراته مشتعلة غاضبة و لم يحاول "رأفت" تدارك الأمر بل تقدم منه ووقف أمامه مباشرةً  مواصلًا الضغط بعنف على جرح كرامة ابنه النازف أمام مقلتيه :

- صحيح هي مراتك فين دلوقت ؟ ولا متعرفش ؟!!!

ضم شفتيه يهز رأسه بيأس مصطنع مُكملًا :

- شكلك متعرفش ، طيب بلاش من باب الرجولة ، خليها من باب إنها عايشة مع عيلتك !!! تخيل كدا تخرج تقعد على الفطار منغيرها و يسألوك فين مراتك ؟ هتقولهم إيه ؟! عملت زي روزاليا وخرجت منغير إذني ؟ ولا معلش أصلها هي اللي ليها الكلمة الأولى والأخيرة في البيت ؟ وأنا مليش لزمة في حياتها بقا بذمتك دي واحدة طبيبعة عاوزني اطمن ليها ؟!!!

ابتسم حين وجد نيران غضب "آسر" تتراقص على ألحان كلماته القاسية التي هبطت كالسوط فوق روحه تجلده بعنف و تشعره أنه لا قيمة له لدى زوجته بل إنها تتعمد إهانته و التقليل من شأنه الرفيع أمام عائلته غير مكترثه لأثر أفعالها الهوجاء على هيئته أمام الجميع تمامًا مثلما كانت تفعل زوجة عمه !!!!!

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن