الفصل السابع والثلاثون "متاهة !"

9.8K 628 123
                                    

المتاهات أنواع و أبرزها لعنة متاهات الأرواح ، فـكلما نضجنا وتقدم بنا العمر كلما تضاعفت المتاهة إلى أن نفقد عقولنا داخلها ثم نفترق أيضًا عن أنفسنا و نصبح غرباء عن أرواحنا كأننا نتعمد الهزيمة أمام متاهة الحياة الكامنة داخل الروح !!!!

#أغلال_الروح
#شيماء_الجندي

سقط القدح الساخن من يد "عاصم" بعد أن قص عليه "سليم" ماحدث بينه و بين ابن العم وتحديدًا قرار زواجه وقد خرجت الكلمات العفوية من شفتيه معلقًا بذهول :

- يتجوز فريدة !!!!!!

اتسعت عيني "سليم" خاصة حين حضرت"نيرة" فور سماعها إلى صوت التحطيم ودون أن تنظر إلى القدح المهشم أرضًا نظرت إليهم بعد أن اخترقت الجملة أذنيها و سألت بنبرة مرتعشة و أعين متسعة من الصدمة :

- مين يتجوز فريدة ؟!! آسر !!!!!!

استقام الرجلان و تبادلا النظرات بتوتر خاصة بعد أن دلفت "سديم" للتو تحدق بالكدمات المتفرقة على ملامح "سليم" ثم تحركت تجاهه بقلق واضح داخل عينيها تسأله :

- كنت فين ياسليم مختفي ٤ أيام ومش بترد علينا ؟ حصل إيه يوم رجوع آسر ؟! اتخانقوا ؟و هو فين دلوقت ؟

بلل "سليم" شفتيه بعد أن دفعه القلق داخل عينيها و الصدمة الجلية على ملامح "نيرة" إلى الخجل من إعلان خبر زواج زوجها من أخرى ، و أي أخرى إنها غريمة لعينة تطاولت عليها وعلى شقيقتها منذ الوهلة الأولى !!!

وقد نكست "نيرة" رأسها و صمتت عقلها يحاول استيعاب أثر الصدمة المُقبلة على قلب شقيقتها ورفيقة دربها الحنون وقد اجتمعت الدموع داخل عينيها تتخيل وقع الخبر عليها و لكنها عقدت حاجبيها و رفعت رأسها حين أجابها "سليم" بهدوء وكأنه لا يحمل في جعبته خبر كارثي لها :

- لأ محصلش خناقة ، وهو مش موجود في البيت من يوم الوصية !

عقدت حاجبيها بدهشة و سألت باستنكار : يعني إيه ؟ يوم وصية !!! هو أنتوا مرحتوش يومها على البيت زي ما قولتلي وبعدها قولت هتطمنني واختفيت ؟!

تدخل "عاصم" قائلًا بلطف بعد أن علق "سليم" عينيه بـ "نيرة" التي وقفت تراقب تهربه من مصارحة شقيقتها بصدمة :

- بالمناسبة ياسديم الوصية دي تخصك والدتي كتبت نص ثروتها ليكِ !

ظلت عينيها ثابتة للحظات فوق ملامح "سليم" الذي كان يوزع نظراته المتوترة فوقها هي و "نيرة" وكأنه يود اخبارها بأمر آخر ولكنها علقت على كلمات "عاصم" بهدوء حتى لا يظن أنها تتجاهل حديثه :

- تصرف مش لطيف في حقي أنا مش باخد تعويضات ولو كانت سألتني كنت هرفض ، أنا دلوقت محتاجة أعرف فين آسر و إيه اللي حصل بينه وبين رأفت ؟

كادت "نيرة" تتحدث بعد أن زادت المماطلة و شعرت أن شقيقتها أضحوكة تلك العائلة و لكن قرع جرس الباب و فتحت المساعدة ليصدح صوت تلك الكريهة داخل منزلهن و تتسع عينيها حين استدارت ووجدتها تقف محلها مبتسمة تتقدم من شقيقتها بعد أن تركت يد "آسر" الواقف محله يراقبهم بجمود وصمت يناقض بهجة "فريدة" التي وقفت أمام شقيقتها تردف بلطف زائف:

أغلال الروححيث تعيش القصص. اكتشف الآن