جلس فوق المقعد داخل منزل العائلة وتحديدًا أمام جدته شارد العقل لقد مر مايقرب الثلاث أسابيع على حالتها الغريبة رغم سكون والده وتجنبه لها المريب إلا أنها منذ ليلة إنهيارها بأحضانه و هي شديدة الهدوء والسكون قليلة المغادرة للمنزل صامتة تراقب أغلب مايدور حولها بنظرات راكدة غريبة حتى أنها لم تعلق نهائيًا على موت "أميرة" المفاجئ بأزمة قلبية فقط كل ما سألت عنه هو استمرار تواجد "فريدة" داخل المنزل ، سخر داخله أنه الآن يتمنى أن تتحدث إلى "سليم" حيث أقسم له أنه لا يعلم عنها سوى ماتقصه "نيرة" و التي لا تدرك سبب هدوء شقيقتها و تخشى أن تشعرها بملاحظة الجميع لتغيرها فتختفي نهائيًا تلك المرة لكن الجميع على يقين أن "نائل" لديه معلومات أكيدة حيث كان بصحبتها تلك الليلة و قد أصبح شديد الحرص مع الجميع في كلماته بل لا يتواجد إلا في حالة تواجدها و كأنها تتولى أمر من حولها ببراعة تُثير غضبه و غيرته عليها بدأ عقله يستعيد تفاصيل تلك الليلة من جديد وكأنه يحاول إيجاد طرف خيط يمكنه أن يصل به إلى ما يدور من حوله !!!!!
FlashBack..
لغة جسده الآن تفضح مدى غضبه من الاختفاء الغامض لها وكأنه سئم من تصرفاتها الغريبة و اختفائها المريب بين حين و آخر بل و تلك المرة هاتفها مغلق و ابن خالتها لا يرفض مكالماته ارتفع معدل غضبه إلى عنان السماء و شعر أنه دون قيمة لديها بعد تصرفها الأهوج رفع عينيه المشتعلة يحدق بـ" نيرة" التي جلست صامتة تنتظر إجابة أحدهم بهدوء مريب ليعقد حاجبيه و ينقل نظراته إلى "سليم" الذي جلس بجوارها عاقدًا ذراعيه أسفل صدره و يراقبه بصمت و كأنه هو الوحيد الذي يلاحظ أن الأمر مريب و مثير لأعصابه و حنقه تجاهها إن كانت بخير إلى هنا قرر الإفصاح عن أفكاره و صاح بهم بشراسة أفزعت تلك الهادئة و اتسعت عينيها برعب حين بث القلق داخلها :
- يعني إيه تختفي والتاني مش عايز يرد ماهو أكيد كدا حصلهااا حاجة انتوا محسسني إن الوضع طبيعي و أنا اللي مجنون ؟!!!
أجابه "سليم" محاولًا تهدئته ولكن أتت نتيجة المحاولة بشكل عكسي حيث اشتعل "آسر" غاضبًا بعد أن أنصت إليه وهو يقول :
- سديم بتحسب خطواتها حلو ياآسر و بصراحة متعودة تختفي و تظهر فمنقدرش نجزم إنها في أزمة !
انتفض "آسر" واقفًا يصرخ بـه بحدة مبالغ بها :
- متعودة !!!! قبل ماتبقى مراتي !!!!!
أتاه الرد منها وهي تدلف إلى الداخل متسائلة بدهشة ومستقبلة شقيقتها بأحضانها :
- مالها مراتك ياآسر متعودة على إيه ؟
حدجها بنظرات نارية عاجزًا عن كظم غضبه أمام شقيقتها و لكنه يتآكل من فرط اشتعاله و رفضه لأفعالها المتناقضة أشد التناقض حيث تحلق به صباحًا في سماء عشقها و بعد عدة ساعات تتركه يهوى فوق أرض تجاهلها وهنا لم يتوقف مجاملة لأحد حيث أردف بتهكم و هو يُشير إلى حاله :
أنت تقرأ
أغلال الروح
Romanceمقدمــــة جميعنا هناك ! خلف بوابات الألم حيث تتوارى أجساد و تُنتهك قلوب و تُغتصب أرواح قيدتها أغلال ! أما عن أغلال روحي ؛ دعني أخبرك أنها صُنعت من نيران الألم ولهيبها لم ولن يخمد إلى الأبد !!!