"مَدخَل"

3.8K 101 120
                                    


" ثم امشِ وامشِ وامشِ حتى يلهيك الألم في قدمك عن كل ألم آخر "

-مُقتَبس.

__________________

السابع من ينايـر

أمطار غزيرة تضرُب النوافذ، وعواصف رعدية
وبرق يُضيء السماء بين حين وآخـر.
الكهرباء كالعادة عندما تُمطر تُفصل.
ولاينير المنازل سوى
شموع زيتية، أو مصابيح يدوية.

وفي منزل كبير جدًا، ممتلئ بأغلى وأروع الأثاث
يستلقي هو على سريـره،  بجانبيه الأيمن والأيسر
أحد اولاده "نزار" والذي يبلغ من العُمر سبع أعوام
والجانب الآخر "وِقار" الذي لم يتخطَ الخمس أعوام بعد.

ضياء زوج لإمرأة تُدعى "جوانا"
يبلغ من العُمر سبعة وعشرون عام
تزوج على إختيار والديه، مُرغمًا لأجل ابقاء الود
بين العائلتين، ولأجل المصالح المشتركة
لكن بعد ذلك هو أحب جوانا حُبَّا جَمَّا
وكذلك هِيَّ،  وشكرَ الله لأجل وجودها في حياته

جوانا زوجة مُذهِلة، وأم رائعة لطفليه، وأيضًا تعمل في الشركة ذاتهـا التي يعمل فيها ويترأسها والده.
جوانا كانت تعمل في شركة والدها لأنتاج مستحضرات التجميل والعطور، لكن بعد الزواج وتعاون والدها مع والد زوجها ضياء هي أنتقلت معه إلى شركتـه الخاصة لأنتاج الألبسة بكافة أنواعها.

إلا أن ضياء مُرهف الروح، وحسّاس القلب
عميل سري لايعلم بوظيفته إلا أبـاه
والأخير هو الذي أرغمه أيضًا لدخولها
والأنغماس بها رغم خطورتها إلا أنه أراد وبشدة
أن يلتحق ضياء بالعمل هذا لأن عقله يلائمه
فهو حاد الذكاء، وسريع البديهة
وله ذاكرة تتذكر أدق الاشياء والتفاصيل.
ولكن تحفظ ضياء بعمله هذا لنفسه
ولم يخبُر أحدًا به حتى جوانا عزيزة فؤاده.
كما إنه تورط أو توغل بحُب وظيفته الخفية تلك
أحب الأشياء عندما تصل للنهاية على يده
وكيف لعقله أن يوجه الضوء نحو الأجوبة الصحيحة.

"بابا أعتذر لقول ذلك، تعلم إنني احبك وشُكرًا لأجل وقتك ولكنني أكره القصص هذه، إنها  سخيفة جدًا لم أحبها".
يقول الصغير  وقار مُنزعجًا من قصص والده القديمة
والخُرافات التي حفظوها لشدة تكراره لها عليهم

يضحك ضياء ضحكة من أعماق قلبه
يحب وبشدة جرأة الصغير، وصراحته
وقوة شخصيته
يتنهد وقار عندما يلكز ذراعه نزار ناظرًا نحوه مُعاتبًا أياه
تحت تبسم ضياء لفطنة ونباهة اولاده

" أخبرني أي قُصص تُفضل؟ "
يسأل ضياء يُقبل جبين وقار
ويشد بذراعه حول جسد نزار.

"قُصص الأبطال، والأشرار".

"كان هناك ولدًا صغيرًا،  يحب مساعدة الآخرين، ويحب الدفاع عن المظلومين، لديه أحلامًا جميلة ولامعة، هو يود أن يصبح بطلًا بقوى خارقة"

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن