٤١-«إرتعاش»

528 45 27
                                    

أيدي ضياء عانقـت الهاتف بقوة، وهو يعيد الأتصال به
مضت نصف ثانية وأجاب،  سرمد يضع أذنه على هاتف ضياء، وذراعه تعانق كتفه كيلا يذهب، لأنه منذ أن رأى الرسالة لم يتوقف بمكانـه، يتحرك مجيئة وذهاب وسرمد يركض خلفـه ولسوء شبكة الأتصال لم يستجيب للأتصال منذ أول محاولة، ونجح بذلك بعد عدة مـرات.

«أبنُ روحِي»
يستطيع ضياء الشعور بأبتسامة أدهم أثناء قولها.

«حبيبُها»
أجابه ضياء وسرمد ضحك

«هذه ضحكة سرمد ما الذي يفعله بجانبك؟»

لحجم فرط اللهفة ضياء،  لم يعد يعرف كيف يرتب الكلمات برأسه، أو كيف ينطقها.

«كنا نستحم في البحيرة، ونتسامر ونشربُ الشاي»
قال سرمد يجيب على أدهم الذي همهم متسائلاً
عندما لاحظ صمت ضياء الذي وضع الهاتف على مُكبر الصوت.

«أغلق فمك منذ متى وأنت تبقى لهذا الوقت، عندما كنت معك كنت تنام منذ التاسعة»

ضحك سرمد بصخب، وضياء أبتسامته لم تختفِ.
«تغيرنا منذ ذهابك»

همهم أدهم لسرمد.

«ماخطب ضياء صامتًا دعنا نسمع صوتك»
قال أدهم مُمازحًا بنبرة لطيفة جعلت دموع ضياء تتجمع بعد غياب طويل.

«أنا.. أشتقتُ إليك»

«ليس بقدري»

«لماذا هل دخلت أعماقي!»
يكرر له ضياء جملته سابقًا
ليضحك أدهم.

«أسمع، سينتهي رصيدي قم بالاتصال بي من هاتف سرمد»
نبرة صوت أدهم أنخفضت وتغيرت
وأغلق المكالمة سريعًا.

تنهد ضياء ليبتعد سرمد ويضحك على ملامح ضياء
ثم قبّل وجنتيه.

«لاتعبس، أعطني رقمه»

وضع ضياء رأسه مقاربًا لرأس سرمد الذي يسجل رقم أدهم بهاتفه الذي كان ذو كشاف أعتيادي وصغير.

«أهلاً سرمد؟»

«أجل، خذ ضياء سيبكي»

«أغلق فمك،  هل مُكبر الصوت مفعل؟»

قطب ضياء جبينه، وسرمد نظر اليه بذات الغرابة.

«أجل»

«أغلقه لأخبرك شيئًا»
قال أدهم ليبلل ضياء شفتيه ثم يعض عليها
كاتمًا غضبه وتناقض شعوره الآن.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن