٥-"نِصفُ قَمَرْ"

781 66 163
                                    

💛🌻💛.
____________

ضِياء:

صوت مارسيل خليفة هو كُل مايُسمع في السيارة
أحبه أكثر عندما يُغني قصائد محمود درويش.
ليصبح مزيج بين شيئان عزيزان عليَّ يعزلاني عن العالم.

سرقتُ نظرة لأدهم الذي عاد لجمود ملامحه ولم يعُد يجيب على اسئلتي أو أحاديثي، ولا أدري لكنني أشعُر إنه يتلاعب بمزاجي وأعصابي، ويُتلف كُل شيء.

وإنـه ولوهلة شعرت إنني أحمق
لأنه ألهاني بأبتسامته عن جميع الاحاديث التي أردت قولها، والأسئلة التي لم أجد لها إجابات وتدور برأسي بأستمرار.

لذا بدأت بحديث أتى لعقلي
"أحبَّ محمود درويش وهو شاعر فلسطيني وقع في حب ريتا الفتاة الإسرائيلية وكتب لها

إني أُحبكِ رغم أنف قبيلتي و مدينتي و سلاسل
العادات، لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعيني فأعود بالخيبات، و عندما أكتشف أنها تعمل لدى مخابرات الموساد الاسرائيلي قال

شعرت بأن وطني أُحتل مرة اخرى
وكتب إليها ذات مرة قائلًا
رُبما لم يكن شيئًا مهمًا بالنسبة لكِ يا ريتا
لكنهُ كان قلبي".

"هُناك نهايات تُعرف منذ بدايتها، علامَ المرء يُغرق ذاته في أوهام تُسمى الحُب!"
يجيب أدهم بهدوء ينقُر بأصابعه على عجلة القيادة
بينما قطرات مطر تساقطت على النافذة وصوتها وهي ترتطم، جعلني أتنهد.

"أحبُ المَطر، ومعه صوت مارسيل،أسمع ركز جيدًا مارسيل غنى الآن قصيدة محمود درويش عن ريتا"

تحدثت وسمعتُ همهمته، أغمضُ عيناي
أحاول نسيان ما فعلته من شناعة وقباحة مع تلك المرأة.

يزداد المطر، وأرفع صوت مارسيل أغني معه بهدوء
"بين ريتا وعيوني بندقيَّة
والذي يعرف ريتا، ينحني
ويُصلي
لإلهٍ في العيون العسليَّة
وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقتْ
بي، وغَطَّتْ ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديرَهْ
آه.. ريتا
بيننا مليون عصفور وصورة
ومواعيدُ كثيرة
أطلقتْ نارًا عليها بندقيَّة".

فتحتُ عيناي، عقلي بدا لوهلة فارغًا من كُل شيء
مليئًا بعُمق اللحظة الحالية ودفئها وعذوبتها على قلبي
تحدثت وأنا أخفض صوت الأغنية ليصبح خافتًا..

"لأخبرك أنَّ مَحمود درويش حاول الدخول في قصص حُب جديدة بعد ريتا، وتزوج مرتين إلا إنه لم يفلح بأي منهما، وأنفصل، فقال يشرح ذاته ويعبر عن أحاسيسه بقصيدة" أنا العاشق السيئ الحظ، لا أستطيع الذهاب إليكِ، ولا أستطيع الرجوع إليَّ"

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن