كاذبٌ من يخبرك بأن:
الحياة بائسة لايوجد فيها ما يستحق لتعيش لأجله؛
لأن كُل ما يوجد من جمال غائب عن عينيك، سيكون بأنتظارك في يومٍ ما، سيستقبلك علىٰ الأبـوابِ..
الأبواب التي أُغلقت في وجهك بقسوة أفزعتك
ستُفتح ومعها كُل ما لم تتخيله من سرور وتوفيق
لأن الله عادل
ولأن نصيبك مُخبأ لم تمسسه أيدي أنس ولاجان._
مضىٰ أسبوع علىٰ ذلك المساء
المساء الذي حاولوا فيه أصلاح ولو القليل من الماضي
وإعادة المياه لمجاريها غدت صعبة بعد كل هذا الوقت
وحتىٰ الأمل بدأ بالتلاشي شيئًا فشيئًا والمشاعِـر في توقد وأشتعال، تزايد يعذب فؤاده وروحه التي لا صبر لها سوىٰ وجود ضياء جانبه، وكذلك أحاديث أيهم ونقاشاته التي أصبحت جزء مهم من روتينـه اليومي.كان ضياء قد بدأ منذ أيام بالذهاب لأحد المدارس القريبة، بصفته أستاذ لغة عربية يُقدّم محاضرات
لكونه جديدًا، أما أدهم قد عاد لعمله في البناء
يعود مرهقًا، بوجه مُسمَر من الشمس، ويدان خشنة
وثياب ملطخة، وجسد متعب.. ومع ذلك يجد كل الهناء في رؤية ضياء وكأن لاتعب يسكنه، يتبدد كل الم جسدي وروحي بقربه، وهذا شيء قديم بينهما ولايزال.هذا الصباح لم يمُر بضياء أو يتصل به كعادته
لأنه خرج متأخرًا من منزله وذهب مسرعًا لعمله
والآن في أستراحة العمل، هو أنهىٰ شرب الماء
يضع بالقارورة الفارغة بجانبه على الارض
وظهره يسنده للجدار، شعره الريشي مغطى بالتراب
ويداه كان قد جف عليهما الاسمنت والطين
حبات العرق كانت قد أخذت نصيبها لتزيد جمال وجهه الاسمر مع كل ذلك الارهاق، ورغم أن عيناه مرهقتان كذلك إلا إنهما كانتا تشعان وتلمعان بلون العسل الصافي.أخرج هاتفه من جيب بنطاله، تركه على فخذه ولايزال لم يضغط على أسم ضياء حينما حدّق صدفة بالخاتم
الخاتم الذي يحمل اسم ضياء كان مغطىٰ بالطين
وتنهد لانه قد نسي أنتزاعه قبل أن يباشر في العملأخذ يغسله من الماء المتبقي في القارورة وحدّق مبتسمًا
ابتسامة بها أعياء واضح، اسمـه فقط كفيل بأحياء كل ما مات في روحه.وضع الخاتم في جيب قميصه العلوي، ثم أخذ الهاتف يتصل بضياء، تعلو شفتاه أبتسامة تتسع بشوق كبير
ليس وكأنه لم يراه في الأمسِ! لكن هذه الايام الاخيرة
ليس طبيعيًا ويكاد لاينطق بشيء، ويظل شاردًا أغلب الوقت، لذا هو يفتقده بحق حتىٰ وهو معه!أنتهت المكالمة دون رد مع أنعقاد حاجبيه تعجبًا
وأعاد الاتصال دون رد كذلك، نبضات قلبه بدأ صوتها مسموع، القلق وجد له بابًا ليدخل بحماس إليهونهضَ يخلخل أصابعه بخصلات شعره المبعثر
مع يده الأخرىٰ التي تشد على الهاتف، ضغط على أسم جورجينا، ثم وضعه علىٰ أذنه وأبتلع ريقه حينما أجابت.
أنت تقرأ
حُفرة الشَيطان.
Mystery / Thriller[مُكتملة]. ماذا ستفعل لو إنك عشت حياتك كُلها تظنُ إنك على الطريق الصحيح وتكتشف إنك لم تكُن إلا بمكان عبارة عن حُفرة شيطــان. "الأرض تلوثت بدمائهم القلوب تهشمت برصاصهم السماء كانت شاهدة" (برومانس) تنويه: غير مُناسب⚠️ لمن يعاني من اكتئاب، م...