٧٦-«حُبُورًا غير مُنقَطِع»

401 30 49
                                    


_

بعد أسبوع.
الثلاثاء، الساعـة الثامنة مساءً
في الريـف

كان منزل سرمد والفناء حوله مليئًا بالناس صغارًا وكِبارًا
يصدحُ فيه صوت الطبول،  وأهازيج يُغنيها أبناء القرية
أحتفالاً وسرورًا وإستبشارًا بزفاف سرمد الذي طالَ أنتظاره.

أجواء حافلة بالفرح، والبهجة الدبكات والفعاليات
وخصوصًا بعد أن أنتهوا من تقديم العشاء للحاضرين
بدأت الدبكات والفعاليات المليئة بالحماس الذي لايترك عجوزًا ولا شابًا ولا طفلاً إلا وضحكَ ثم شاركهُم بها.

ماعداه...

ضياء الذي كان جالسًا بقربه أيهـم
وقد أرتدىٰ الأخير قميصًا أسودًا بأكمام وبنطال أسود.
أما ضياء فقد أرتدىٰ قميصًا حبري اللون، مع بنطال أبيض وسترة زرقاء فاتحة.

لم يكن أيهم يتوقف عن محاولات الحديث معه
بغاية تحسين مزاجـه الذي كان بحال سيئ لايوصف
لأن أدهم أكتفىٰ بأرسال رسالة نصية واحدة يخبره فيها بأنه لن يتمكن المجيء، لانه الوقت قد تأخر وهو متعب.

كان حينها الوقت بحدود السادسة مساءً أي كان بإمكانه السفر والخروج باكرًا إلا أن ضياء خابت آماله، وأخبر ذاته حتى لو أتىٰ بالغد فأنه سيخاصمه ولن يتحدث معه.

«كنت أقول أنني سأوجل زفافي لأكثر من شهرين، لكن الأجواء الآن تجعلني أود فعله بالغد، لولا التجهيزات اللازمة»
تحدث أيهم بضحكة وأبتسم ضياء بتعب واضح
رغم إنه كان سعيدًا حينما رأى أيهم يسير بلا عكازات
وقد تشافت إصابته إلا أن سعادته بلا معنى طالما ادهم لايشاركه أياها..

«صدقت، رؤية هذا الكم الهائل من الناس سعداء لأجلك، ويغنون ويدبكون ويطرقون الطبول أمرٌ لم يسبق لي رؤيته، يجعلني هذا أفكر بصنع زفافي هنا ليس في المدينة»
تحدث ضياء وضحك أيهم.

«فكرة عظيمة! أساسًا هناك لا أحد يعرفك ولن يتمكن أحد من السفر للعاصمة من اجل الزفاف إلا المتمكن
ربما أجيء أنا وسرمد لايفعل!»

همهم ضياء يفكر ثم بلل شفتيه
«سأفكر بالأمرِ،  لكن الشيء ذاته هنا أيهم
الاغلب هنا لايطيقون النظر لوجهي حتىٰ
وبالرغم من أنني تزوجت جورجينا والجميع يعرف
إلا أنهم لازالوا يظنون بنا السوء منذ ذلك الحين
أي لو صنعت زفافي هنا فلن يحضر إلا القليل كذلك»

همهم أيهم وربت على ذراع ضياء

«لاتحمل همًا،  سيكون كل شيء بخير قريبًا، دع أقوالهم وأتركهم لله فهو يعرفك اشد المعرفة وهذا يكفيك جدًا»

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن