العاصمة-منزل أدهم
الجمعة
الساعة التاسعـة وثلاثة وثلاثون دقيقة مساءًخرجوا من المُستشفى قبل نصف ساعة، وذلك لأجل بقية الفحوصات والأجراءات، وكافة التعليمات التي أعطاها الدكتور لأدهم، وكذلك منعه من الخروج حتى يأخذ كفايته من الراحة، ولم يتمكن أدهم من النوم
حتى أعطوه مُسكنات، ليغرق في النوم بعد أتصاله بضياء ويستيقظ قبل أن يخرج من المُستشفى بساعة.رفضت كثيرًا الأمـر، لكنـه أصرَّ على ذلك»
تحدث أدهم يشارك غيث وسُليمان النقاش بشأن عماد الذي أمره ألا يأتي للعمل حتى أن يصبح مُعافى، وسيعطيه أجر الشهر الذي لم يكتمل بعد، وكذلك الشهر الذي بعده.«أنه يشعر بالذنب، كنت أتحدث معه وأتوسله أن يدعك تخرج ورفض هو ذلك، وحينما سقطت أمامنا هرع إليك أولنا، وشعر بالقلق كثيرًا عليك»
أجاب غيث الذي كان يُدلك أكتاف سُليمان«تعال لتدلك لي رقبتي»
طلب أدهم حينما راوده الألم حتى شعر أن جسده كله ينتفض للتشنج الحاصل في رقبته وكتفه.«هل تتألم؟»
سأل غيث وهو ينهض سريعًا
يجلس بجوار أدهم
يسحبه لحضنه.بدأ بالتدليك حينما صمت أدهم يتنهد مرة بعد مرة
كل ماصدر منه أنين جعل عيني سُليمان تنغمس بغشاوة من الدموع، يرفعُ ساقيه لصدره، يحيطها بقوة بذراعيه ثم أسند رأسه عليهما، لايحتمل رؤية أدهم ضعيف هكذا
وبالرغم من أنَّ المعني لم يكُن قد التقاه سابقًا، ولاتربطه به أي صلة أو علاقة، إلا أنه شعر بالألفة معه، وهذه ميزة أدهم التي يلحظها كُل من رآه والتقاه..
رغم ملامحه الحادة وعيناه الحزينتان وحاجبيه الغاضبان اللذان لطالما تشكلت التجاعيد الرفيعة بسببهما في جبينه، إلا أنه أمتلك تلك الوداعة التي بوجهه
اللُطف الذي يلمسه الأنسان وسط نظرة وأخرى
والدفء بين نبراته المُرهقة، وروحه الحنونة.«سُليمان»
رفع رأسه لنداء أدهم الخافت
وسرعان ما سقطت دموعه ليمسحها بسرعة
يعتدل في جلسته، ثم أقترب منه.«ما يُبكيك؟»
سؤاله خرج مع كف ذراعه السليمة تمتد لتوضع على جانب وجه سُليمان الذي أرتعشت شفته لدفء يد أدهم«ألمك يؤذيني»
ضحكة جافة، مُرهقة خرجت من أدهم
وهو يسحبه لصدره يشدُ بذراعه حول كتفه
وغيث هو الآخر لم يتحكم اكثر لتنزلق منه شهقة جاهد في كتمها، ودموع عينيه كانت تغرق وجهه المُضيء
والذي بات محمرًا بشدة، بطريقة أو أخرى ملامحه
وأجفانه محمرة الحواف، والأنف المتورد والوجنتين
جعلت أدهم يبتسم أثناء رفعه بأجهاد رأسه ليرى المعني
الذي ضحك بأحراج ومسح دموعه بذراعه التي رفعها نحو عيناه، لكون أن يداه مشغولتان.
![](https://img.wattpad.com/cover/314135629-288-k316935.jpg)
أنت تقرأ
حُفرة الشَيطان.
Mystery / Thriller[مُكتملة]. ماذا ستفعل لو إنك عشت حياتك كُلها تظنُ إنك على الطريق الصحيح وتكتشف إنك لم تكُن إلا بمكان عبارة عن حُفرة شيطــان. "الأرض تلوثت بدمائهم القلوب تهشمت برصاصهم السماء كانت شاهدة" (برومانس) تنويه: غير مُناسب⚠️ لمن يعاني من اكتئاب، م...