٢٢-"لأنك أنا، وأنا أنت".

688 57 43
                                    

    

الساعـة السادسة ونصف مساءً

ضياء كان قد خرج بسيارة أدهم
يثرثر بشأن كُل شيء، وأدهم ببال شارد يجيب
وأحيانًا لايفعل، كُل الذي يُفكر فيه هو كيف ضياء ليس أبنُ فارس؟ وإن كان كذلك فمن أبيه؟ عقله غزته التساؤلات لدرجة الصُداع.

"أتحدثُ إليك".
يقاطع ضياء أفكاره

"أسمعُك".

" ماذا كُنت أقول إذًا؟"
أبتسامة زينت وجهه أثناء تساؤله لأدهم.

"يشغل عقلك أين يمكن أن تترك أطفالك طوال الأسبوعين،  وكذلك تفكر بمدرسة نزار، وأيضًا الدروس التي يأخذها وقار".
يتحدث أدهم بهدوء، ويضحك ضياء

" لماذا لا تساعدني؟ كي تنتهي حيرتي"

"عقلي مشغول آسف".

"آسف،  أحبُ عندما تقولها".

" أنت تحب كل شيء مني".
يجيبه أدهم مع أبتسامة يبرز نصف القمر خاصته
ليضحك ضياء بصدق يقول:

"حقيقة لايُمكن إنكارها".

"أتعي إنك ذاهب لقتل أنسان؟".
يخبره أدهم تتلاشى أبتسامته
ويتنهد ضياء يشيح بصره.

" أود أن أسمع الحقيقة منه،  أن والدي وراء أرساله لقتل خليل، حينها لن أرمش وأنا أقتله".

"لا أود أن تفعل ذلك، حقًا لا أود، ستتلوث ".
يخبره أدهم بما دار بعقله،  وضياء يصمت
ليقول بعدها
"أنا ملوث أساسًا".

يتنهد أدهم بسبب ماسمعه، ليس له طاقة للجدال الآن.


عندما وصل أدهم للمكان ورأى سيارة اركان
أحسَّ بأنكماش جسده برودة أو توتر لايدري، لكنه شعور مُزعِج له،  المكان مهجور، ولايوجد سوى،  غرفة غير مكتملة البناء وبلا سقف
يقف أمامها أركان وبيده سيجارة ينفث من أنفه دُخانها.

بينما ضياء بلا إكتراث وجرأة هو كان مُستعدًا
بلا أي شعور ثاني، ولا أحساس بالخوف..

عندما دخلا للغرفة،  وجدا رجُلًا لايزال صغيرًا في العمر
ودموعه في عينيه،  وملامحه شاحبه، يداه قد رُبِطت للخلف،  وأقدامه مربوطة أمامه.

تنفس أدهم بعمق زافرًا الهواء عندما حدّق في أركان الذي ينظر لضياء وكأنه ينتظر ذلك بلذة ومُتعة.

أنحنى ضياء يرفع رأس الرجُل بأطراف أصابعه
ينظر لملامحه الخائفة، أكثر من أي شيء آخر يتوضح فيها.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن