٦٠-«في النعيمِ»

474 36 35
                                    

.💛.

_

تَعويضَات الله الجَميلة كُلها جَاءت مَعك.

_

يوم جَديد، وصباح جديد أستقبلهُ فؤاد ضياء السعيد
إنـه اليوم الثاني له في المُستشفى
وها هو ذا الثالث يستعد فيه للخروج برفقة أدهم.

توصيات الطبيب، الأدويـة،  الممرضين اللطفاء
أبتسامة ضياء وأدهم لم تكن لتختفي لحظة حتىٰ تعود بعدها مرة أخرىٰ.. بينما سُليمان كانَ مُنطفئًا وحَزينًا بسبب غيث، وحديثهما الأخيـر، وتفكيره بأحتمالية أنتهاء كُل شيء، وستتوقف الأيام عن جمع قلوبهما مُجددًا،  وإن حدث وتلاقيا، فأنهم سيكونان مثلُ الغُرباء، يعودان مثلما كانوا في البدايـة،  وهذا مؤذي بل يصيب قلبه بالأحتراق.

بحكمِ أنَّ سُليمان لايُجيد قيادة السيارات جيدًا،  ضياء كان يقود سيارة أدهـم الذي يجلس بجانبه،  وسُليمان في الخلف.

مسند الرقبة كان يحيط برقبة أدهم،  لتجعل رأسه لايتمكن من الالتفاف بشكل كامل، ولتمنحه أستقامة
كيلا يتأذىٰ رأسـه، وحتى فقرات رقبته.

«سأقوم بأيصالكما،  وأعود لأخذ سيارتي»
نطق ضياء بهدوء،  كانت الطمأنينة تحيطُ فؤاده
والسعادة الواضحة في بريق عينيه،  وكافة تحركاته
يكادُ لوهلة أن يطير وهو جالس،  أو يشعر أنه هكذا
لفرط الخفة في روحه، مضىٰ وقت طويل على أن يشعر بها.

«لو أن سُليمان يعرف القيادة،
كُنت جعلته يعود بسيارتُك»
قال أدهم والمعني صامت منذ أن خرجوا
لاصوت له، ولاحركـة، كما لو أنه غير موجود.

«ولماذا لم تقُم بتعليمه اياها؟  كُنت فعلتَ لأنه بحاجة ذلك يومّا ما،  كم عمرك أنت يا سُلسُل»

«سُلسُل!»
يهمس أدهم مبتسمًا بتعجب من القاب الاخر

«خمسة وعشرون»
أجاب بهدوء وضياء نظر له من المرآة

«كبير جدًا حبيبي علامَ لم تتعلمها؟»

«لم يكُن هناك أحدًا ليفعل، لا أملك سيارة حتى لو أعرف»

تنهد ضياء يشيح عينيه من عليه ويعود تركيزه للطريق

«اللوم يقع على أدهم حقًا، كان يجب عليه تعليمك»
قال ضياء يتصنع الجدية،  والأسف وضحكَ
حينما نظر له أدهم بصعوبة بسبب مسند رقبته.

«أنظر نحوي حبيبي» 
قال ضياء وأدهم تنهد بضجر حينما حرك ضياء رقبته أمامه في كل الجهات، وكأنما يغيظه بفعلِ ذلك بينما الإخر عاجز.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن