حُفرة الشَيطان.

٦٣-«لاتنسانِ»

-💛-

_

أبديُّ وخالدٌ،  ولائي لروحِك.

_

من بينِ كُل الأشخاص، وكُل الخيبات
يأتيك المُر من الأقرب إليك، ليس من البعيد
ستُقتل مرة بعد مرة، والمرة الأخيرة
ستفصل بينكما إلى الأبـد

ربما كُنت أنتَ مُدركًا.. رُبما لا..
لكن الله أرسل إليك الكثير من الأشارات أنت الذي كُنت أعمى عن أبصارها بقلبُك قبل عقلك.
لديك فُرصة أخيرة، أنتشل حُطامك
وغادر، غادر بروحك لتُشفىٰ بعيدًا.

«عرضتُ ذاتي للضرب بدلاً عنك حينما سرقت أقلام المُعلمة،  أخبرتها أنني الفاعل،  وصُفعِت من عمي لأنني خرجتُ معك في المساء، رغم سوءه وتعنيفه أخبرني ألا أسيرُ معك في دروبك، أخبرني أنك شخصٌ سيئ، لم أستمع إليه، غيث ليس كذلك، غيث لن يؤذيني،  تخليتُ عن أصدقائي لأجلك، وخسرتُ الكثير بسببك، رضيتُ لأنك موجود بجانبي، لأن ضحكاتك تتزايد بجانبي، لأنني أردتُ لك السعادة ولكن لم أكُن مُدركًا أنني أبني سعادتك على تعاستي، أدركتُ الكثير ياغيث،  يا رفيق دربي»

بوجع مكبوت، وصوت غير مُتزن تحدث سُليمان
يقف أمام سرير غيث الذي يستمع بهدوء المه لايجعله ينطق بشيء، وجهه مشوه ومتورم، وذراعه تم تجبيرها
والكدمات تغطيه بكل مكان..

«رفيقي الذي لم يُفكر لأجل سعادتي ولامرة، أتصدق إنني لا أملك أي ذكريات جميلة تخصك،  لا أتذكر أي شيء جيد فعلته لي، لكنك كنت كل ما أملك، مهربي وملاذي الآمن
من حياتي وعذابها، من عائلتي المُشردة، من أحلامي الضائعة، من عمي المريض،  هربتُ إليك، كنت أرى عالم فيك، أتغاضى عن سوادك، وأتجاوز عن سوئك لأنك كل ماتبقى لي»

«ولكنك مثلهم، لاتختلف عنهم.. كسرتني أضعاف
تخليت عني.. هشمتني، جعلتني أمقتُ ذاتي»
قال يجهش بالبكاء، دموعه تسقط
وكل شيء فيه يرتجف..

دموع غيث كانت قد ذُرفت ونطق حينها
«عُدت لأجلك.. عُدت لأنني لم أكن أود التخلي عنك»

«وماذا فعلت بعدها؟ ماذا فعلت؟  هل أحترمتَ وجودي حقًا!  هل أخبرت ذاتك أن سُليمان لايملك مكانًا هنا، لأحتمل لأجله، لأكون جيدًا لأجعله يعيش بشكل أفضل
هل فكرت فيني عندما دسست العسل في الكعك مثلما تدسُ السم، ناويًا القتل!  الهذه الدرجة أنت ظالم!»

«الالحاح كان من طرفي فقط، أنا من كنت أقول متى سأهرب لغيث، متى سأكون جواره، متى سأستمع لأحاديثه وجهًا لوجه!  لم أقل أنك هربتَ وتركتني،  لم أقل أنك لم تكن لتتصل بي دون أن أفعل،  لم أقل أنك صديق سيئ رغم كل مافعلته لي، لكن الذنب ليس ذنبك بل ذنبي أنا الذي كنت أعمى عنك، كنت أغمض عيون فؤادي لو أطلّع على ظلامك، كنت أجملك، وأنت ما الذي فعلته لأجلي؟»