حُفرة الشَيطان.

٧٤-«غَفوَة طَائِر»

_

بعد مرور أسبوعين

ضَيـاء:

أسميتهُ غفوة الطائر، ذلك الشعور بقلبي
النبضات الهادئة حتى بأضطرابها، التوازن العاطفي
الأرتباك المُحبب، التوتر، الشعور بالخفة، البهجة الغامرة
مشاعر جديدة وكثيرة تعرفتُ عليها خلال جورجينا
ولم أجد طريقة لجمعها سوى إنني قمتُ بتشبيهها بغفوة لطائر في عشه الهنيء، لا يقلقه شيء ولايزعجه هم.

مثل غفوة طائر بعد طيران طويل
بعد تعب شديد، وخوفٌ مفرط
بعد عواصف عديدة، وأمطار غزيرة
يعود الطائر إلى عشه، هنيئًا يغفو بلا هموم
هكذا أنا..

لم يعش قلبي من قبل شعورًا كهذا
أن تطمئن في الحُب وتُداريك النبضات
أن تأمن وتحُب بهدوء وتضمن أنك لن تُخذل
لم أعيشه من قبل هذا الشعور
ولا حتى مع جوانا.

جوانا، أكان شعوري نحوها تعلُق أم أحتياج..
لا أدري إلا أن جل ما أعرفه بأنني أحب بأطمئنان لأول مرة، وأن أضمن حياة هانئة مستقبلية مادامت شريكتي هي.. جورجينا..

الاسبوعين الماضيين وحتى اليوم، لا أتوقف عن تأمل وأستشعار وجودها قربي، أشعر إنني مُكتفٍ ولا أود من الدنيا شيء بعد، ولا أرغب بالمزيد..

الشيء الوحيد الذي هو ناقص في الصورة لايزال
وجود أدهم بقربي وحولي.. لم أراه طوال هذه الاسبوعين، لانه يأخذ جلسات أشعاعية، ويعود متعبًا، وكذلك بدأ بالعمل على حلمه، وأخذ يتدرب في دورات لتعليم العزف على البيانو، كنا نكتفي بمكالمات هاتفيه ورسائل للاطمئنان على بعضنا، ولكن شيء ما ناقص لانه بعيد.

بالنسبة لي وجورجينا، نعيشُ في منزل جدي
ننتظر أن تنتهي أجراءات نقلنا للعاصمة، أتضح أن هناك بعض العراقيل التي تقف في طريق سفرنا، بعد أن ظننت أن بعد بيع الشركة والمنزل ونقل الاثاث للعاصمة سينتهي كل هذا وأكون هناك وأستقر أخيرًا.. لكن هناك في كل تأخير خير..

والخير الذي حصل، أنني وجورجينا تزوجنا شرعًا وقانونًا، إلا أننا لم نصنع زفافًا، وذلك لان ادهم غير موجود، ولانني أنتظره.. أخبرني أن نجعل موعد زفافنا في يوم واحد، بالنسبة إليه تقدم لخطبة نورسين، إلا أن الفتاة قامت برفضه بعد أربع ايام أنتظـار.

بالطبع أنكسر شعوره ومزاجه حتى الان سيئًا، إلا أنه قال بأنه ينتظرني لنذهب سويًا مرة أخرى لمنزلهم ولفتح الموضوع مجددًا.. أدهم يحبها وليس حُبًا عاديًا، بل مع قراره بأن تكون زوجته وإلا فلن يفعل من دونها..

الحُب
ماذا يمكن أن يصنع بالرجال!

أدهم القوي جدًا، والذي نظراته تترك الرهبة والقشعريرة
وصوته يثير الرعب إذا ماغضب، لم يقف أحد بوجـهه
فعلت نورسين، ولطالما تعرض لمواقف معها مضحكة وغريبة، وحدتها جعلته صامتًا في أغلب الاحيان
ليأتيني يتحدث عنها وهو يضحك وفي حين آخر يصمت وتأتيه لحظة أدراك بأن الفتاة أستطاعت أن تكون أكثر عنادًا وحدة منه، بل وتملك مزاجات صعبة، وغضب سريع وأنفعالات أنفجارية مضحكة، وشجارات لاتنتهي بينها وبين اخاها الصغير..