٣٣-«دَاخِلُ الألَمْ»

475 44 30
                                    

ضِيــاء:

يُمكن للأنسان أن يمضي دون سؤال
وأن يستمر بفعل شيء خاطئ ويظنه صائبًا
يسير ويسير ويدور ويدور
وينتهي به المطاف عالقًا بطريق نهايته حُفرة
حُفرة الشيطان..

لو أنني خرجتُ من هنا،  لو أنني عشتُ
هل سيصل أحد لهذا المكان؟ بعد شهور، بعد أعوام.. سيبحث في ملابسنا
دون أن يدرك أن فيها رائحة أحبابنا، أو رائحة يحبها شخص ما.. سيبحثون عن بصماتنا،  دون أن يعي أحدًا ما أن هناك دفء عجيب في كل بصمة تُركِت
وسيبحثون عن ادلة،  دون البحث عن أي ذكريات..

الشعور الموجع لا في المكان،  بل في رؤوسنا نحنُ
ذكرياتنا، وحنينا، أفكارُنا، وأقوالنا.. جميعها عالقة مترسخة داخلنا وداخل من يهتم لأمرنا...

قبل أن أصل وأعود لهذا المكان الموحش، المليء بالفراغ والحزن من دونه..
من دون أدهم.. من دون صوته، ويده

كانت عيناهُ  تنظر لي،  أنفاسه مسلوبة منه
يده على صدره،  وبعدها غرقتُ في الظلام،  لأفتح عيني وأجدني وسط الحفرة التي أمقتها..

يحكني جسدي، ويراودني شعور مقرفًا
عند تذكري أنني كنت بينهم،  كوابيسي تحققت
الجماجم من حولي، والعظام من تحتي

الشيء الوحيد الذي لم أكن أتوقعه
هو أنك يا أدهم ملاكي الحارس
شعور الطمأنينة يتولد بصدري
وشعور الخوف والقلق من رؤيتك بعد ذلك
ولكن..
هل أنت موجود؟

أتمنى أنك لاتزال حي في مكان ما
رغم أن عقلي يخبرني أنك لن تكون
قلبي يفعل، ويمكنني تخيل كل الاشياء المستحيلة
التي تنقذك وسط المكان المهجور الذي لن يصل اليه أحد
أو أنك سرت وسرت وذهبت وأنقذت ذاتك
بصدر مثقوب عبر رصاصة طائشة خرجت مني وأخطأت الهدف.

خائِف..

أتحبني أدهم؟  سألتك أخبرتني أنك تفعل
وأنك صادق،  لكنني أدرك الآن أنه كان صعبًـا عليك
أن تتواجد حول قاتل عائلة ظننتها  أنت عائلتك..
ماهو شعورك عند معرفتك أنه تم نفينا من عوائلنا
تم أستبادلنا،  والتلاعب بعقولنا ومشاعرنا..

لهذا أبي يحبك،  لهذا ينظر اليك بحنو كبير
لهذا يفتخر بأقل صنيع تفعله،  لهذا يخاف عليك
من نسيم الهواء لو مرَّ بوجهك،  لهذا لم يحبنِ بقدرك
لأن أبي أباك، ولأن أباك أبي
وبين الاثنين ضعنا أنا وأنت..

أود أن أسألك كيف كان والدي؟
كيف كان يتصرف ويتعامل،  بلاشك أنه علمك كل ماهو حسن،  عفوك عن أبي، وعقلك الكبير،  ودفئك
كان سببه أن أبي كان مُعلمك..
بينما أنا لم يعلمنِ أحد، لم يُطمئن قلبي أحد
لم يعرف أحد أن يمس نقاط ضعفي ولايؤذيها غيرك.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن