١٣-"أنفـاس".

669 51 42
                                    

ضياء:


أردتُ أن أنسى، ألا أتذكـر ما سمعتـه
أن أتجاهل كُل شيء، وأن لا أعرف أي شيء
رائحتـه، الأُلفـة التي أشعر بها وأنا بين ذراعيه
لا أدري كم مضى من الوقت، ونحن صامتان
بلا حديث، أو صوت.

"هل تود النوم؟"
يسألني وأنا لم أزيل رأسي من صدره
ويداه تعبث بشعري، لا أود التحرُك

"ضياء؟".

همهمتُ له، وسمعتُ تنهيدته.
وأحسستُ به ينحني، يستنشق شعري
لاحظت ذلك كثيرًا، كُل مرة نكون فيها قريبان
يشمُ شعري ويتنهـد..

"تذكرتُ إننا نسينا الطعام في السيارة، لا أود أن أترُكك أو أزعجك، لكن يجب عليّ الخروج وأحضار الطعام"

أبتعدتُ وأنا أعتدل بجلوسي
وبدون أن أنظر نحوه نهضت

"أذهب، وأنا سأنام، أيقظنـي عند صلاة الظهر".

رفع وجهي بأصابعه، عيناه حزينتان مرهقتان بشدة
وكذلك وجهه، يبدو إنه حمل خيبات العالم أجمعها

"حسنٌ، أحظى بنوم هنيء".
يخبرني وهو يبتعد ينظر لي ويبتسم ثم يفتح الباب ويغلقه خلفـه.

ذهبت أستلقي على السرير، وأنا أطرد أي فكرة تأتيني
وأتجاهل أي صوت يخبرني بأن اتذكر ماقاله أركان
وأهرب من وعودي، وأهرب من قلقي
وأغمض عيناي، أغمضها وأغرق في الظلام.

....

أستيقظتُ وأنا أسمع صوت أدهم وصراخـه
وخرجتُ لأتبع صوته، في المطبخ
توقفت وأنا أرى خليل بين يداه

"أقسم إنني سأقتلك، سأقتلك بيدي"
حينها جاءت عيني خليل نحوي
تنهدت عندما افلت أدهم ذراعي خليل
وألتفت نحوي، يدلك رقبته ويتراجع بخطواته.

"أين البقية؟"
سألت وأنا أشعر أن كل شيء فيني مُتعب
عقلي، وقلبي، وجسدي
صوتي، وكلماتي.

"لاتقلق بُني، أركان في غرفته، وأسامه وعمر نائمان".

شعرت بصداع داهم رأسي، وأنا أنظر للساعة الجدارية
تشير إلى الثالثة وأربعة وثلاثون دقيقة،  كم نمت؟
أخبرته أن يوقظني على صلاة الظهر.

خرجت من المطبخ وأنا أدخل الحمام
أتوضأ بعد ذلك ولا أفكار بعقلي
سوى الفراغ،  هل نسيت؟

ياليتني أنسى..

أتجهت لغرفتنا، وأنا أمد سجادة الصلاة
وأعرف في داخلي أن معي الله سيهديني
أعرف إنه سيرشدني، ويدلني على الطريق الصحيح
ويطهرني، ويغفر ذنبي
ويتقبلني من جديد، وينقذني

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن