٣-"أُغنيَـة وطَريِق"

979 77 154
                                    

🌻💛.

الساعة التاسعة ونصف مساءً
ضِياء:

في حين إنني مُتعب من العالم أجمعه
ومني، ومن الناس
أجد راحتي هُنا فقط في المنزل.

ودعت الغُـراب ووقفت أضغط على جرس المنزل
أنتظر أن يُفتح الباب لي
وأثناء ذلك أتصلت بيوسف لأخبره أن يأتي لأخذ مفتاح سيارتي، ويذهب لجلبها من المقهى.

فُتِح الباب لي وإذا بجورجينا تبتسم بأتساع
"أهلاً وسهلًا بك سيدي".
أشحت وجهي عنها، ويوسف أجابني

" أهلاً يوسف، كيف الحال؟  أين أنت؟  جيد إذًا تعال لمنزلي لأعطيك مفتاح سيارتي، تركتها بالمقهى وخرجت عاجلًا مع صديقي".

شردت أفكر بالكلمة الأخيرة
هل ذلك الغراب المحاط بالسواد هو صديقي!
أنهيت الأتصال مع يوسف
وهممتُ للصعود إلى الأعلى
لأستحم.

ما المُسمى الذي يجمعني بذلك الغُراب
هو لايعتبرني صديقه،  لكنه لايستطيع إكمال مهامه دوني،  هو يكرهني وأستطيع أن أرى هذا الكره بعيناه،  لكنه يحميني بأستمرار ويكون جواري دائمًا وقت الحاجة،  هو لا يتحدث معي عن أي شيء يخصه
لكنه يستمع لكل ثرثراتي وكُل أسراري.

أنا أكره تواجده حولي، أسمه، وتصرفاته
أنفر منه،  ولم أتخلَ عني خوفي عندما أكون جواره
لكنني لا أثق إلا بـه
فتحت الماء البارد لينساب على شعري وجسدي
أغمض عيناي لهذه التناقضات.

أعني أنا لا أعرف عنه سوى إنه بلا أحد
كما أخبرني والدي إنه يتيم ووجده على الطريق
وقرر أن يقوم بتربيته جدي، وضمه إلى عائلتنا.
بالرغم من إنه لم يكبر معنا، ولم أتعرف عليه إلا قبل أعوام قليلة، لأن والدي جعلني أنضم للعمل كعميل سري.

أبي يحبه كثيرًا،  ويستمر بالثناء عليه وعلى كل تصرف صغير أو كبير يخرج منه،  ذلك. جعل فتيل الغيرة يشتعل داخلي،  وأردت أن أثبت لأبي إنني أستطيع أيضًا
صحيح أن لي قلبًا ضعيفًا، ودموعي لا أتحكم بها.
لكنني حللت الكثير من الالغاز عند إنضمامي إليهم
تعلمت لغة التشفير بوقت قصير،  وأيضًا أنتقلت للمهام الكُبرى، لأصبح بمستوى ذلك الغراب
كما أن سرعة إستيعابي وذكائي وذاكرتي النشطة كانت السبب في تقدمي.

لكنني لستُ سعيد، ولا أشعر بالأرتياح
بل وكوابيسي تزداد ولا تختفي

جميع كوابيسي كانت تحمل أسمه
لذلك أنا لن أنطقه أبدًا، لإنه نذير شؤم على حياتي

من يكون هو؟
أود أن أعرفه عن قُرب
ولكن كيف!

أغلقت الماء، وخرجت ألفُ المنشفة حول خصري.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن