٥١-«طيفُك يُلاحقني»

488 39 13
                                    

اليوم التالي
الساعـة السادسة صباحًا.

كان أدهم يستلقي على ظهره،  عيناه نحو السقف
لم يزر أجفانه نوم، لم يفتح ضياء رسائله رغم أنها قد وصلته بالفعل حينما أرسلها، أي أن الأنترنت بهاتفه مفتوح.. ظلَّ يتقلب بجسده طوال الليل مشغول العقل به،  قلقًا يلتف حول رقبته الندم، ويضيق أنفاسه شعور القلق.

«أرمش بعينيك أن كان الجاثوم قد سيطر عليك»

ضحك بأرهاق وصوت ثقيل تشوبه بحة لعدم نطقه بأي شيء طوال الساعات الماضية يعض شفتيه مبتسمًا
لقول غيث الذي جعله ينهض ويتعدل في جلوسه.

«هيا بابا أنهض كي تعد لنا الأفطار»
يقول غيث وهو يكتف يداه ويعبس بشفتيه
يغير صوته لصوت طفل وأدهم نظر له من اعلاه لاسفله

«عد لرشدك وإلا منحتك لكمة تعيده لك»

ضحك غيث بصخب لجديته.

«دخلت للغرفة وجدتك تحدق بالسقف، وحالك كئيب، لايجدر بك النهوض وكأنك ستذهب للموت،  على الأقل دعنا نستمتع بالعمل خارج المنزل ونحن بروح خفيفة يجب علينا أن نتحلى بالامل رغم كل شيء، حتى لو الحياة دعست علينا، وطمستنا في الوحل يجدر بنا الأبتسام ويجدر بــ.....»

«يجدر بك أن تخرس وتغلق فمك وتغادر»
أخبره أدهم وهر يمسك أكتافه من الخلف يدفعه ليخرج
وبعد ذلك تنهد عندما خلع تيشرته، والآخر شهق وهو يدخل يقترب منه  ويتفحص عضلات صدره.

«كيف كسبتها؟  هل كنت تخضع لتمرينات خاصة سابقًا؟»

«كلا،  فقط من العمل الشاق في الريف»

«لايمكن أن يحصل الأنسان عليها هكذا؟ كيف؟
كيف؟  كيف أدهم؟ أخبرني أود الحصول أنا أيضًا»

«غيث، أخرج الآن أفضل»

«حسنًا طفلي الصغير لاتغضب،  أساسًا سُليمان جهز لنا فطورًا لذيذًا جدًا،  هيا أعطي والدك قُبلة على يده»

ضحك غيث بصخب مرة أخرى عندما رأى ملامح أدهم المليئة بالنفور.

«لا تود أن أكون طفلك، لاتود أن أكون والدك،  ما الذي يعجبك؟»

«لاشيء يعجبني، أخرج»

«لاشيء يعجبني أريد أن أبكي،  انها لمحمود درويش»

توقف أدهم عن دفع غيث وأبتسامة تشكلت على وجهه،  لتذكره حب ضياء له، تنهد وهو يبعد يداه عن ظهر غيث

وعاد لخزانته، يخرج ملابسه
وغيث قفز على ظهره يحيط بساقيه خصره.

«ما الذي جعلك صامتًا فجأة؟»

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن