٢٤-"جَرحٌ".

566 51 20
                                    

أدهـم:

قبل أن أُسلمك مفاتيح روحِي، وقبل أن أُدخِلك أبواب قلبي.. قبل أن أبتسم لأول مَرة، وأضحك لأول مــــرة
قبل أن أُعانقك، وأحبُ رائحــة شعرك، ورائحتـــــــك
قبل أن أُخبِرك إنني لن أتخلى عنك، وسأكـون جوارك
قبل أن أُخبِرك إنكَ كُل ما أملُك ولا أملُك......

كُنت أتصرف حينها بحكمةٍ، بذكاء. رغبتُ أن أخبــرك حينها إنني أكرهك كُره غير أعتيادي، وإنني أعرف أن الشر يختبئ خلف قناع طيبتَك، وإنني لن أُسامحــك
حتـى لـو منحتنـي كُل مالديــك، وكُل مافيـك
فكيف سلمتُـك نفسـي؟
وبأي جُرأة أتلفتها؟ وبأي وقاحة تُخبرني بأنك تَحبُنــي
وأنت الكُره قد بنـى قصورًا وقلاع بين أضلُعــك، كيــف؟ ياضوئي أصبحت عتمتي، ياهنائــــي أصبحت شقائـــي
يا ملاذي أصبحت سجني، ويا من أحبه، أصبحت كُرهي

في كُل مرة أقسو فيها عليك أنتهي وأتشظى
وأحسُ إنني أب سيئ، وأعود لأضحك على تفكيري
وأحملُ محبتك بين الكفوفِ مُداريًا أياها بحذر
مداراة الأب الحقيقي لطفله، وكم كبرت يا ضياء
كبرت من دون ذراعــيَّ، من دون أجنحتـي
وأتساءل لو إنك ظللت معي
هل كان سيصبح مقدار سوءك أقل بشاعة، وأقل ضرر!

خشيتُ كثيرًا من أن تنتهي حياتي وأنا وحيد
من أن تتخالف طُرقاتنا ولا ألتقيك، ولا أسمعُك
خشيـت ألا أرى كُرة الثلج كيف أصبحت وصارت
يراودني فضول طوال السنوات الطوال عن كيف يبدو بالواقع ضياء ذو العشر أعوام وأصبح سبعة وعشرون عام وهو بعيد عني،  لاتدرك حجم تساؤلاتي حينها وفضولي ولهفتي برغم كُل الكره ورغبتي التي تكبر بداخلي للانتقام منك ومن والدك.

ربما لهذا السبب أنا في فترة ما كُنت ولستُ متأكد إذا كان هذا الشعور موجود حتى الآن، شعور الهوس بكُل تفصيل يخصك، عيناك ولونهما الذي لم يتغير، أهدابك السوداء الطويلة والكثيفة، حاجبيك التي عقدتهما لاتنفك إلا نادرًا، أنفك الصغير الحاد، وشفتيك التي  مثل حبات الكرز،  خصلات شعرك الشقراء الناعمة والكثيفة
صفاء بشرتك القطنية، والعروق الخضراء التي تتضح بها
وأجفانك المرهفة، وشكلُ اصابعك ويدك التي لوهلة أشعر إنني أرى فيها مجرى الدم،  طولك الذي أصبح أقصر مني بسنتمرات قليلة،  وجسدك الممشوق برشاقة.

لطالما بالغتُ بِك، قدستُك أنت
وأتخذتُك عنوانًا للطُهرِ والنقاء
شبهتُك بالأطفال لصفاء قلبك
وناديتُك بكُرة الثلج أُميزَك
فكرتُ كيف لكُرتي الصغيرة
أن تصبح هكذا؟

أول مرة ألتقيتُك فيها، بعد أعوام طوال مُرة وكئيبة
أسمع فيها صوت والدك، ولكنني لا أعرف ماذا يتحدث
قال بأنه سيجعلني ألتقيك، وسيقوم بتعريفي إليك
حينها لم أسمع ماذا قال بعدها، أضعتُ الطريق لمنزلك لأكثر من ثلاث مرات، وأردت أن أرتكب حادثًا لمرتين

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن