٤٦-«البَهجةُ تظلُ»

484 49 27
                                    

فِي طريق العودة، كان أيهم قد خطط للذهاب لمنزله
لأجل جلب الملابس له،  وبعض حاجاته على الأقل لمدة شهر  أو أكثر حتى يُشفى كسر ساقـه..

كان ضياء يقود بمزاج عال، أبتسامة على شفتيه
يود مُشاركة هذه السعادة مع أدهم،  يود ذلك بشدة
رغم كل شيء..

ثوان مضت حتىٰ رأىٰ شاب يبدو في بداية العشرينات
يقود دراجة هوائية وترك الطريق لينظر إليه.

«ماخطبه حقًا؟ أنتبه لطريقك!»
قال ضياء هامسًا، ثم أخرج رأسه بعد ذلك يصرخ به
ولكن بعد فوات الأوان عندما أرتطمت السيارة بالدراجة
ليطير الشاب ويرتطم على زجاج السيارة الأمامي
وجهه ملتصق وعيناه متسعة وأبتسامة حمقاء على شفتيه،  ولايزال يحدق بدهشة بضياء الذي قطب جبينه لغرابته، ترجل من سيارته بينما أيهم وجد عناء لينزل لذا تنهد بسبب عجزه الذي بات يعيقه من أبسط الأشياء. 

«هل أنت بخير؟»
قال ضياء بقلق يسحُب الشاب النحيل من فوق السيارة
والآخر تمسك به،  عيناه تنظر إليه.

«هل أنا بالجنة؟  ما الذي أراه؟»

«ما الذي تراه؟  هل أصطحبك للمستشفى؟»
قال ضياء بقلق يحمل بين يداه الشاب
ينظر في وجهه المصدوم.

«سُبحان الله»

أيهم قطب جبينه مع أنقطاب جبين ضياء الصامت.
أخرج رأسه من النافذة.

«هل كل شيء على مايرام،  أحضره معنا نصطحبه للمستشفى!»

«أسمع،  تعال معي لنأخذك ونطمئن عليك»

«أنا بخير،  لست بخير.. مارأيك أن تأخذني معك
أين أنت ذاهب؟»

«هل أصابت الضربة رأسك كثيرًا؟»
قال ضياء وهو ينزل الشاب ويذهب يجلب دراجته يضعها أمامه.

«أنتبه مرة أخرى، كدت أن تموت بسبب تغافلك!»

«لا، أنا عِشت الآن،  أرجوك خذني معك»

«أين أأخذك مابك!  خذ دراجتك وغادر!»

«سألتك بالله خذني معك»

تنهد ضياء يتركه ويركب سيارته
وأيهم ينظر في ملامحه.

«ما الأمر؟ هل هو بخير!»

«مجنون،  يود أن أصطحبه معي»

ضحك أيهم من أعماق فؤاده
«هذا ما يُسمى الأبتلاء»

«أسمع،  خذ أذهب وأجري فحصًا لدماغك تأكد من سلامته»
قال ضياء يناول مبلغ ليس بالقليل يعطيه للشاب الذي ضحك.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن