ُ
مرت ثوان عندما قال أدهـم جُملتـه، ينهض بعد ذلك تاركًا ضياء الذي لم يلتفت نحـوه يتجـه لسرمد الذي عانقـه بلهفة وشوق، يضرب ظهره أكثر من مـرة.
تحت نظرات كُل من ضياء الصامت بلا رد فعل
وأيهم الذي شعر بالأختناق لمجيئـه، فهو يعرف
يعرف أن أدهم شخص لايتردد بحرق الأنسان حيًا
عندما يتعلق الأمـر بضيـاء..«وددت لو أنهض، لكن كما تـرىٰ»
صافح أيهم أدهم الذي أقترب وعلى شفتيه أبتسامـة
بذقن قد حُلِق وشاربين زالت لتُظهر أثر جرح بين شفته العُليا وأنفـه، عيناه العسلية والمسحوبة، وخصلات شعره الناعمـة والسوداء الفحميـة، القميص الأسود والبنطال كذلك، وعطره الصاخب بجمال
أدرك أيهـم سبب تسمية ضياء له بالغُراب، هالتـه مليئة بالظلام، لايُمكن قراءة ما خلف عيناه الممزوج بها القوة والثقـة، والحِدة واللين
كأنَّ حتى جمالـه مُحاط بجيوش مُسلحـة، والناظر بوجهه لايعرف أيحتمي بعيناه أم يتخذ وضع الدفاع والحَرب.«عُذرك معك حضرة المُحقق، نقدم أعتذارنا بشأن أبُننا الذي كسر ساقك، أنه فقط لايحُب الدُخلاء الغُرباء»
قال أدهم يُبعد ضياء بيده التي بظاهرها ضربت ذراع ضياء المكشوف مرتان ليفسح الآخر له مجالاً، لايكادُ يصدق، روحه مُبتهجة بتعب، دموعه قد جفت ولاتسعفه، وحتى ملامح وجهه لم تساعده لتتحرك بأبتسامة، كان مُنطفئ بسبب بعده لأقصـى حَـد..عندما حلَّ الصمت من جديد، وأيهم تجاهل الرد
وسرمد ينقل الأنظار بينهم وأبتسامة على شفتيه
جلس أدهم بين ضياء الذي على يساره وأيهم الذي على يمينه ساقـه مُمتدة، ببنطال مشقوق حتى ركبته، وجبيرة بيضاء تغطي أسفل ساقـه، وقميص أزرق مُجعد، أدهم لم يحتمل الفوضى التي علِمَ بها بغيابه، والشهر الذي مضى جعله يشعر كما لو أنها سنوات..
وبشكل خاص ودقيق عند سماع وأدراك تغيُر ضياء العجيب وعدم تَفهُمه، رغم ذلك هو ألتمس له عُذرًا
وجاء ليسافر لأجلـه، تاركًا كُل شيء خلفـه مؤقتًا
لكنه أدرك أن الأمر سيطول ببقاء المُحقق أيهـم
عمدما أخبره جده بأن ضياء معه بقرب البحيرة
يقُص عليه الحادثة وكيف لفجر أن يستقبلـه
بكسر في ساقـه، جعله يصرخ ويغمى عليه أثناء نقله لسيارة أيهـم، ليقود سرمد به وضياء إلى أقرب مُستشفى خارج الريف.«أبنُ روحِي أشتقتُك.»
نطق أدهم وهو يحيط بظهر ضياء يحتضن كتفه بعد ذلك، ينظر نحوه وضياء لايفعل.. بل يبدو مثل جثة..
أبتلع أدهم ريقـه، وأستدار بوجهه نحو أيهم وهو يفلت ذراعه من ضياء.«ماسبب زيارتُك إذن حضرة المُحقق»
«أحبُ أن لا نلتزم بالألقاب هُنا، فنحنُ خارج العمل»
أبتسامة أيهم كانت هادئة يُخفي بها غضبه الكبير
بينما عيناه السوداء الداكنة والواسعة أظهرت ذلك
![](https://img.wattpad.com/cover/314135629-288-k316935.jpg)
أنت تقرأ
حُفرة الشَيطان.
Misterio / Suspenso[مُكتملة]. ماذا ستفعل لو إنك عشت حياتك كُلها تظنُ إنك على الطريق الصحيح وتكتشف إنك لم تكُن إلا بمكان عبارة عن حُفرة شيطــان. "الأرض تلوثت بدمائهم القلوب تهشمت برصاصهم السماء كانت شاهدة" (برومانس) تنويه: غير مُناسب⚠️ لمن يعاني من اكتئاب، م...