٥٧-«عاد قلبه نابضًا»

506 43 13
                                    

العاصمـة
الأثنين
الساعة التاسعة وخمسة عشر دقيقة صباحًا.

أستيقظ أدهم وهو يشعُر بنشاط كبير وتحسُن في نفسيته ومزاجه،  نظر حولـه لم يجد أحدًا لا سُليمان ولاغيث..

وأول شيء فعلـه هو أمساك هاتفـه، ورأى إشعارات الواتس آب،  ليدخل وينتظر تحميل الصورتان
وأبتسامة تُرسم على شفتيـه حينما أكتمل تحمليها
دقق في الصورتان كثيرًا لمعت عيناه متأثرة بجمالهما
وأعادته لتلك الايام والذكريات العديدة التي قضاها برفقة كرة ثلجه الصغيرة، برفقة ضياء الطفل الذي سُلِبت طفولته ببشاعة، وتلوث من قِبل فارس وأستخدمه كأداة للقذارة والقتل..

كتب ببطء..

«إذا شاء الله أن نلتقي دعنا نأخذ صورًا بالمكان ذاته، والملابس ذاتها، نعيد الذكريات بشكل أحن وأكثر دفء»

أرسلها ثم أبتسم وهو يُدقق مجددًا بالصورة بينما كان ضياء في حضنه،  يضحك بوجه مُشرق ومُبهج،  ويداه الصغيرتان متشبثة بكتفيه،  قميصه الابيض، وكيف كان طاغيًا على سواد قميصه،  ضياء منذ طفولته كان نورًا يشع ينهي ظلامـه، وعِتمة روحـه، كانَ ولازال شمسه.

نهض بعدها ابتسامة على شفتيه، حد بروز غمازته
وتنشطت حواسه أكثر حينما كسر هدوء المنزل صوت ما
في المطبخ، وذهب يسير بخطواته الرزينة المعتادة وأبتهج حينما رآه.

«سُليمان!  لمَ أنت هُنا؟»

«صباح الخير يا جميل،  كيف تشعُر الآن؟»
أجابه سُليمان بأبتسامة مُشرقة
وهو يضع المقلاة التي فيها طماطم مع بيض مقلي على الطاولة، وبجانبها كان قشطة، وبطاطا مقلية،  وقشدة، وعسل،   وتُفاح مع برتقال.

«بحال جيد،  لمَ أرهقت ذاتك؟  ولماذا لم تذهب للعمل!»
قال ادهم وهو يتجه لحوض غسيل الاواني يغسل وجهه،  واتجه بعدها يسحب تيشرت سُليمان الذي قهقه عندما مسح الآخر وجهه ويداه به، كعادة بدأ بحفظها لدى الآخر.

«في الأمسِ كُنتَ مُتعبًا، واليوم أحببت أن أعتني بك»

تنهد أدهم وهو يحمل ابريق الشاي يصبُه في كوبان زجاجين له ولسُليمان.

«ماكان يجب عليك فعل ذلك، أنا أتعافى سريعًا،  لذا أذهب الان وغادر للعمل،  أنا بصحة وحال جيد كما تراني»
لم يكذب أدهم فجسده كان خفيفًا،  وصداع رأسه يكاد يكون معدومًا،  ولايشعر به إلا قليلاً،  ويشعر براحة سكنت روحه،  لايعي حقًا أن السبب كان أنهياره في الأمس وبكاءه الحار ونحيبه وحتى صراخه قد أخرج من خلالهما ماكان مكبوتًا من سنين...

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن