٩-"أشتقتُ إليك".

812 52 37
                                    

💛🌻💛.
____________

أدهم:

سُبحانَك ربي، سُبحانَك
كما لو إنك وضعت الدفء كُله
بهذا الجَسد المُرتجَف
الأمَان كُله، الراحة كُلها

كما لو إنني أحتضن مدفئة
الدفء الكبير الذي عانقني
وصل لأعماق الروح
لا أدري لكن ما أعرفه
العناق له عدة طرق، أحدها
مُناداة أحدهم لأسمك.

ولا أدري من بحاجة من
أنا بحاجته، أم هو بحاجتي
فكلانا لم يبتغِ إنهاء هذا العِناق
ضوء مصابيح السيارة الصفراء
تغطينا بخط مستقيم
والهواء يضربنا من كل جهة
ولا نود الأبتعـاد
كما لو إنني لم أراه منذ سنوات
وأنا رأيته صباح الأمـس
لماذا إذًا..
لماذا أنا بهذا الشوق الكبير له.

أبتعدتُ عنه، وأنا أستقيم بطولي
رأسه منخفض،  شهقاته أصبحت خافتة
اجفانه الرقيقة الحمراء
وأنفـه، ووجنتيه،
وجنتاه اللامعـة الخضراء
هل فكر الله عندما خلق عينيك
بوضع جمال من جنته هُنا،  لأنه لايُعقل..
سُبحان خالق هذه العينين.

كم تبدو جميلًا وبراقًا حتى وأنت مُتعب
نقي وطاهر حتى وأنت تائه وسط العالم الملوث
أتساءل عن أي حزن وألم جعلك تأتي إليّ
ناسيًا إنني تعاملتُ معك بفظاظة مؤخرًا..

مددتُ يدي بحجة مسح دموعه
وأنا أحسدُ يدي لأنها تلمس الطُهر
لأنها تحظى بدفئًا من هذا النقاء.

مسحت بأصابعي دموعه
وأمسك يدي يسند وجهه داخلها.
شفتيه التي عبست وأرتجفت

"أيُها الغُراب، أنا مُتعب".

" تعالَ معي، ستمرض"
أخبرته وأنا أنتظر أن يبعد وجهه عن يدي
ولا أود ذلك، لا أود
لكنني أخشى أن تسوء صحته وهو لايرتدي إلا القليل.

"نسيت السيارة، لأطفئها".
يقول بعجل وهو يستنشق ماء انفه
يذهب ليمد جسده يطفئها،  ويختفي الضوء الأصفر ويغلقها
ويحمل المفتاح
يضعه بجيب بنطاله، أنتظرته
وعندما أصبح بجانبي أردت السير لكنني شعرت بأصابعه
وهي تسدُ الفراغات بين أصابعـي.

ملأت صدري بالهواء وزفرته
أضغط بأصابعي على ظهر يده.
وأسير معه، دخلنا للمنزل.

" جدي نائم في الخارج".
ينطق بهدوء، ثرثر ياضياء
أود ألا تنتهي ثرثرتك هذه الليلة
أود أن أنتزع حُزنك من فؤادك
أود أن أُفسد مخططات القلق
أن أُبحر في عينيك، وأتخلص من دموعها
أن أحمل عنك ما لايُمكنك حمله.

همهمت له، وأنا أدخل غرفتي
وأخرج له كنزة قطنية ثقيلة

"أقترب"

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن