٢١-"نعيمُـك نَار".

674 60 42
                                    

أدهــم:

كانَ مؤلمًا ومؤذيًا أن أفيضُ بقسوتي عليه
شعرتُ بأنه كُلما تألم من كلماتي الحادة، ينتابني أضعاف الألم، وألوم ذاتي، ولكنني لا أتحكم بغضبي
ولا أود مُسامحته هذه المرة بسهولة
أوده أن يعي، وأن يفهم بشاعة فعله
وأن يُدركها وأرى الندم بعينيه

ضياء كان نادمًا لأنه قال عني قاتلاً وألقى تُهمة كاذبة
ولم يكُن هُناك ذرة ندم بقلبه أو عينيه عندما قتل عائلتي
وودت أن أبوح، أن أخبره بنعم إنها عائلتي وكيف يخبرني الا أبكي عليهم! وكيف لايستحقون بُكائي
وكيف يخبرني إنهم ملوثون، وماذنُب الطفلة الرضيعة!
وبأي جرأة أتته لقتلها وهو يعلم إنها تبكي أمامه بسبب صوت الرصاص، ثلاث رصاصات أخترقت جسد أمي، جسد أبي، ورصاصة أخترقت قلب أختي الرضيعة الذي هو أصغر من أن يحتمل رصاصة.

علمتُك يا ضياء أن الهدف هو القلب
وتُسمى رصاصة الموت، و أدرك الآن إنك كنت خبرة بالتصويب، وكيف أنسى ذلك؟.

أحرقتني ياضياء لأنك لم تفهم توسل عيناي ولامرة
ولم تفهم حديثها ولامرة، وتتعامل معي كما لو إنك تفهمني! كثير عليك أن تفهم.

أتعذبُ أنا بكرهي وحبي
وما أن أقتربت منك أحترق
وأخشى أن حدة الكلام في عيناي تؤذيك فأغض بصري عنك. أتدرك كم أحبك.

كرهتُ ذاتي وصمودي أمام أنهيارك
كرهتُ ترددي وتأخري عند بُكاءك
كرهتُ أن الأيدي التي عانقتك لم تكُن يداي
والكلمات التي أردتُ قولها خرجت من شفتي غيري.

أردتُ حقًا أن أخبرك رغم كُل شيء أنا سعيد لأنك بجانبي، لأنك ترتشف من الشاي الذي صنعته، ولأنك هدأت..

"هل تحدثني بشأن كُل شيء؟ أود أن أعرف".
سأل ضياء وأنا صامت

"الرجل لديَّ الذي قتل خليل، أودك أن تقتله".

" ولمَ أنا؟ لن أفعل".
يرفض ضياء بحدة
يده تشد على كاسة الشاي
وخشيت أن يتألم ولايشعر.

"لأنني أود ذلك لغاية في نفسي
وعندما تعلمها فأنك لن تكون بخير
أو لن تستوعب وتصدق".

" كلا، أنا أعرف بالفعل أن عُمر وراء إنتحاره كان والدي أخبرني أدهم بذلك، لكنني أود دليل، دليل على صحة هذا الكلام، وأود توضيح يُصمِت أسئلتي".
صوته كان هادئًا، رزينًا، ومُتزن النبرة
وهذا لايعني إلا هدوء ماقبل العاصفة
لا أحد يعرفه أكثر مني.

"المُحادثات بهاتف عُمر داخل اللُعبة تشير لحديث مع شخص تابع لوالدك، أي إنه يأخذ أوامر منه، اللغة مشفرة وبأستطاعتك قراءتها لو أردت أن تراها بهاتف عُمر، كان الحديث يخص عمليات قتل وجثث، وعمر كان يستفسر عنها، لم يتضح لعمر أن الذي سيُقتل هو شخص يحبه، وهو خليل، لذا لم يحتمل عذاب الضمير وأنتحر ينهي حياته، والدك بقتله خليل كانَ يود تهديدي، بلغتنا نحن لدينا الثلاث رصاصات تعني الدم والأنتقام والموت، ربما لن تصدق، وليس ربما بل مؤكد أن والدك يقتُل، لن تصدق ذلك، ولكنك تعرف أكثر من أي أحد مقدار السوء الذي يسكن والدك مع الأسف..".

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن