٦٤-«يصعُب فَهمه»

479 33 5
                                    

_💛_

-

ماضرَّ الحزن لو غادرني حينَ ألقاكَ؟

-

الساعـة الحادية عشر وأحدى عشر دقيقة مساءً
في منزل أدهم

كان سُليمان نائمًا في غرفتهِ، منذ وصوله من المستشفى وترك غيث خلفه، وهو منطفئ الروح ثقيل الروح..
بينما ضياء كان في المطبخ جالسًا برففة أدهم الذي سكب لهما عصير برتقال،  لم يتحدث أي منهما بشيء، والأغرب أن ضياء كان يتصرف على طبيعته، بعد نقاشهما الأخير الذي تمت مقاطعته بأتصال سرمد لهاتف ضياء،  رأى أدهم غرابة شخصية الآخر، وتحولاتها العجيبة، وكيف يضحك مع سرمد ويتحدث كما لو لم يكن هو الشخص ذاته قبل قليل، أكتفى أدهم بالصمت، وأشغل ذاته بأجراءات الخروج.. وطوال طريق العودة لم يتوقف عن سرق نظرات تفحص ملامح الآخر وتعابيره، ولم يكن هناك شيئًا مقروئًا بحق، بل وكان يبتسم بهدوء، عيناه شاردتان بعالم بعيد، أو كما خُيّل لأدهم، أن ضياء يسافر عبر الأزمان داخل خياله.

«ضياء»
نطق أدهم أسمه يتنهد بعُمق بعدها
يرمش بعينيه، تتزايد أنفاسه
يشعر بالتوتر حينما همهم ضياء يترك هاتفه على الطاولة وينظر له بأبتسامة.

«نعم؟»

بلل أدهم شفتيه، تؤذيه-نعم-
بعد أن أعتاد على إجاباته الحنونة
نظر ليد ضياء
وأصابعه التي ترسم دوائر. 

«لاشيء»
تراجع عما يود قوله
يتنهد بحرارة بعدها

ليهمهم ضياء لايلحُ عليه بشأن الذي أراد قوله
بينما ادهم كان شاردًا به،  متأملاً أياه
لا أُنس يحصل عليه مع أحد غيره
حتى وهـو غارق بعيدًا في عالمـه
حتى وهو باتَ غير مفهومًا فجـأة
كان قد أرتدى التيشرت الأزرق، عليه رسم شخصية نيلز
بعد أن أستحم حينَ وصولهما من المُستشفى
وقد أخبره أدهم أنها لاقت عليه كثيرًا
وبدلاً من أن يرى أبتسامته، هو رأى جمود ملامح لا أكثر..

«أنه سرمد أرسل لي رسالة
قال فيها أن نزار يود سماع قصة لذا سأتصل به»
قال كاذبًا بينما ينهض ويبتعد عن كرسيه
وأدهم نهض معه.

«لايجب أن تسهر، أذهب لغرفتك»
قال جملته بهدوء، وأراد السير
لكن ظهره أرتطم بصدر الآخر.
بذراع التفت حول صدره،  والأخرى حول بطنه
واضعًا رأسه على كتف ضياء، ناطقًا بتبسُم حزين

«ما الذي تظنُ أنك فاعلـه يا ولـدي؟»

«أترُكني»
نطق بحشرجة، دموعه تتجمع في عينيه.

«علامَ؟»

التفتَ ضياء بوجهه نحوه، يرفع عيناه له، وبالوقت ذاته أفلت أدهم يداه من حوله، أغمض عينيه زافرًا أنفاسه.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن