٣٠-«شَظَايَا»

607 49 43
                                    


.

صباح يوم الأربعـاء
الساعة التاسعة وخمسة وعشرون دقيقة
كان قد وصل ضياء بسيارة أدهم يتوقف أمام المنزل الذي فيه أركان والآخرون.

أخبر ذاته أن يبلغ أركان بأنه سينسحب، وأنه سيترك كُل شيء خلفه، ووضع بعقله أنه لن يتراجع مهما حصل.

لكن كل شيء تغير حين وصل ولم يجد أركان أو أدهم.

«أين أدهم؟»
أول شيء سأل عنه وبدأ فيه حديثه حينما دخل ووجد هارون وقمر يجلسان على الأريكة وصامتان بلا أي حديث.

«أهلاً بالورد، أشتقتُ إليك»
نهض قمر ليعانقه لكن ضياء دفعه عنه

«سألتُ أنا أين أدهم؟»

«ما الامر أيُها التَرِف؟ من تخال نفسك تدخل هكذا وتصرخ بنا؟»
تقدم هارون منه يمسك بياقة قميصه الأصفر مع ياقة المعطف، ليبعد ضياء يداه وهو يزفر انفاسه.

«سألت أنا سؤالاً، أين هو أدهم؟»
قال ضياء يحاول المحافظة على هدوء لم يعد فيه
وهو يشعر بالقلق يعود والمخاوف والشكوك تتشكل من جديد برأسه.

«إنه في غرفتنا، لايزال مريضًا و..»
تحدث قمر وأبتعد ضياء عنه وعن هارون الذي حدق به بكره ونفور، يتبادل نظرات مع قمر الذي أبتسم بسخرية وسعادة متلاعبة مع ملامحه.

غرابة أحتلت ضياء عند رؤيته أن الباب مغلق لذا قام بفتحه ودخل
لينقبض قلبه بألم وخوف عندما رأى أن أدهم نائمًا، مثل قبل أسبوع، بالفراش ذاته، إلا أن ملابسه كانت قد تغيرت، ووجهه قد بان به النحول الشديد.
أقترب ينحني أنقطب جبينه وهو يلمس وجه أدهم الذي كان باردًا مثل وجه ميت
شفتيه متشققة وجافة، وهناك كدمات على وجهه،
ذقنه كان قد طال، وشاربيه كذلك.

«أدهم، أستيقظ، أنا هنا»

«لقد عدت»
نطق ضياء مرة أخرى وهو يحرك يده على وجه أدهم الشاحب والمرهق بوضوح، تألمت روحه لمنظره هكذا
وهو كان يتساءل مليئًا بكلمات العتاب والغضب، غير عالمًا بحال أدهم وإنه مثل ميت أمامه الآن

«أدهم، أستيقظ»
صوت ضياء أرتجف
وأخفض رأسه يضعه على صدره يستمع لنبضات خافتة بالكاد تسُمع.

أغرورقت عيناه بالدموع
وهو يحتضن وجهه بكلا يداه
نادى بأسمه مرة بعد مرة
ليفتح أدهم عينيه ببطء
ثقيلة اجفانه وأرتعشت عند تحسسها
للضوء القادم من الصالة

حاول مرة أخرى أدهم أن يفتح عينيه أستجابة لصوت ضياء، صوته الذي أشتاق إليه وأفتقده بشدة، عبست شفتيه ترتجف وتهتز وكذلك جسده تتجمع الدموع بعينيه.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن