حُفرة الشَيطان.

١٠-"غُصِن هَش".

💛🌻💛.
__________

ضياء:

لماذا من دون الناس أجمعهم أشعُر بالألفـة نحـوه
ملامحـه، صوتـه، رائحتـه، كُل شيء يبدو مألوفًا فيه
كما لو إنني قضيتُ حياتي كُلها معه، منذ الطفولة وحتى الآن!.

منذُ أن فتحتُ عيناي أستقبلتني رائحته العالقة بكنزته
رفعتُها لأنفي، أستنشقتها وتنهدت بعُمق..
لو أنني أعرفك عن قُرب أيها الغُراب لتوقفت تساؤلاتي
لأنتهى كُل قلقي، وخوفي
خوفي من أن أكون قد وثقتُ بالشخص الخاطئ
وفتحتُ قلبي وروحي للشخص الخاطئ..

تبدد غضبي عليه، وزال
تذكرت إنه بكى أمامي الليلة الماضية
تذكرت كيف أبعد يدي بقسوة
تذكرت رجاء عينيه وكلمته بألا أذهب.
لكنني أردت الهروب مرة أخرى
مثل جبان ضعيف يستمر بالفرار بعيدًا
دون وجهة، دون مأمن،  دون طريق.

على الساعة الثالثة صباحًا وصلت
وغرقتُ بالنوم وأنا أحتضن بيدي كنزته التي عليَّ
كما لو إنني أحتضنه،  شعوري بقسوة كل شيء
أختفى آنذاك، كم لوجوده تأثير كبير عليّ
رغم إنه مُظلم وظالم
حاد، وقاسي
بعيد، وغريب
إلا إنه أقرب شخص لي
وهذا يجعلني أشعُر بالتناقض
والخوف، والقلق المُستمر
لشعوري بالراحة حوله.

تنهدت وأنا أنظر لساعتي بالهاتف
إنهـا السادسة وربع صباحًا
ينتظرني عمل في الشركة
ينتظرني يوم طويل ومُرهق
ينتظرني وعود كثيرة نكثتها
ومشاكل لا أدري متى سألتفت لها

  أخلع كنزته
لا أود أن أغسلها لذا وضعتها بخزانتي بجانب سترته السابقة.

ثم دخلت الحمام، أخلع ما عليّ
وأتمنى لو يمكنني خلع وأنتزاع مشاكلي وكل شعور مُر.

مثلُ الماء الذي يغسل هذا الجسد
أملي فيك يا الله أن تطهرني من جديد
ألا اتلوث، ألا أسير في الطرقات الخاطئة
ألا أسير أبدًا، أبدًا فيها..

خرجتُ وأنا أبحث عن شيئًا لأرتديه
أخترتُ قميصًا أصفر اللون
وسترة قطنية سوداء بلا أكمام تعتليه
بنطال جينز أسود،  ومعطفي الأسود الطويل.

وشاحي الأسود وضعته على كتفي
أرتديه عندما أخرج.

صففت شعري على عجل
وأضع من عطري على عجل ايضًا.
علامَ العجالة؟  لا أدري
لكن أشعر كأن العالم كله في أنتظاري

قبل أن أنزل للأسفل،  أتجهت لغرف الأطفال
بي شوق وخجل من ملاقاتهم
وكيف أعتذر عن إخلاف وعدي لهم

دخلت ليحتضنني دفء الغرفة
ماذا لو اترك العالم كله بأنتظاري
وأنام جوارهم هُنا،  فحسب..
الا أستطيع التخلي عن كُل شيء لأجلهم!