١٤-"تَرتَجِفْ بَينْ ذِراعيَّ".

734 49 56
                                    

💛🌻💛.
___________

اليوم التالي
الساعـة السادسة مساءً.

يقف أمـام القُضبان الحديدية، ينتظره
هو طلب مجيئـه، أراد رؤيتـه فقط
يداه المُقيدتان بالأصفاد، كانت ترتفع تارة تمسح عرق جبينه بظاهر يده، ومرة أخرى تنخفض بخيبة.

رغم برودة الجو، إلا أن حرارة صدره كانت تجعله بأختناق، لايشعر بوجود الهواء، ويتنهد بأستمرار تنهيدات طويلة آسفة لعدم إراحته بخروجها.

منذ الأمس، ينتظر...
ولايزال ينتظر...
مرت الساعات، دون نوم
دون طعام، شراب فقط
تحقيق مُستمر، والكلام ذاته يخرج منه
لم أقتل، لم أفعلهـا..

مع ذلك الادلة غير كافية
وشهادة ضياء ضده ناقصة
وتعتبر إنها ضعيفة جدًا

لكن للاجراءات الكثيرة، هو بقى طوال الساعات الماضية
تنفس عندما سمع صوت خطوات، وسمع صوت الشرطي يتحدث مع شخص ما، وقلبه يخبره إنه هو.

ولم يخب ظنه، ويُكسر شعوره عندما رآه
بمعطفه الأسود الثقيل، وشاح أسود يغطي أنفه وفمه
وقميص ابيض، وبنطال أسود
شعره الأشقر كان مبعثر وغير مُصفف
ورغم توتر أدهم، وضياع أفكاره
غضبه، وشروده، وحزنه، وخيبته
هو اراد وبشدة معانقته عندما رأى عينيه الذابلتين
والارهاق الواضح فيهما، وأراد شم شعره حد عودة النفس الغائب لصدره.

"أنا سأكون في الخارج، قُم بمناداتي سيدي
لو أحتجت شيء".
يتحدث إليه حارس زنزانته هذه المرة
بعد أن فتح له الباب، ودخل ليدخل معه عطره
كم داهمته رغبة بعناقه، البكاء على كتفه
لومه ومعاتبته على فعلته، ومسامحته هكذا.

أبتسامة أدهم لم تختفِ، غمازته ظاهرة انيابه كذلك
هو أقترب يقف أمام الذي لاينظر نحوه، عينيه تنظر لكل شيء ولكل زاوية في هذا المكان الصغير البائس عداه.

"ماذا تريد إذًا"
صوته مكسور، مكسور جدًا.
منخفض، مرتجف، تشوبه بحة
تساءل أدهم أن كان ضياء قد بكى
في غيابه، تمنى لو حدث ذلك
فلو هو كذلك يعني هذا إنه عاد لطبيعته
وتخلص من قسوته وجموده اللذان لايليقان به.

"ألا يوجد أيها الغُراب أو أفتقدُك".
نطق أدهم وهو يقف أمامه تفصل بينهما مسافة قليلة
وضياء أستند بظهره على الجدار خلفه، وعيناه تنظر ليداه الفارغتين، تنخفض خصلات شعره الشقراء على جبينه بسلاسة ونعومة رغم إنها تجعدت لكثرة الشد.

"هل الححت على مجيئي كي تخبرني بهذا؟"
يقول ضياء وهو لايزال يحافظ على هدوءه
رأسه المنخفض، وصوته المرتجف.

حُفرة الشَيطان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن